عودة نشطة لحركة الإقبال على شراء الوجبات السريعة من المطاعم، في الأيام الأخيرة من شهر رمضان، بعدما شهدت ركوداً واضحاً في الأيام الأولى منه، وذلك لما يفرضه شهر الصوم من طقوس خاصة على العائلات السورية التي تتفنن في اعتمادها على طبخ الأكلات الشرقية وأنواع تقليدية معينة في المنزل، ثم لتعود تدريجياً إلى تناول الوجبات الجاهزة في العشر الأواخر منه.
بحسب ما رصدته منصة SY24 فإن عدد كبيراً من المطاعم والمطابخ في مدينة إدلب وريفها، توجهت إلى تحضير كميات كبيرة من الوجبات لصالح الفرق التطوعية والمنظمات الإنسانية التي تكفلت بمشاريع إطعام صائم، بينما شهد قسم كبير من المطاعم في الأسواق ركوداً كبيراً في البيع والشراء، واقتصر عملهم على كميات قليلة من أنواع محددة.
مراسلة SY24 التقت صاحب أحد المطاعم في منطقة “كفر لوسين” شمال إدلب، الذي أكد لنا أنه منذ بداية رمضان تتوقف الشاورما في معظم المطاعم ويخف الإقبال من الزبائن على الشراء، ما تسبب بخسارة لعدد من مالكي هذه المطاعم، مضيفاً أنه من بعد منتصف الشهر تبدأ الحركة تدريجياً تعود للسوق من ناحية الإقبال على المطاعم وأسواق الألبسة والحلويات، ما يجعل الحركة أفضل من السابق.
تقول “هدى” وهي ربة منزل تقيم في منطقة سرمدا شمال إدلب إنها تطبخ معظم الأصناف الشرقية التي تحبها عائلتها منذ بداية رمضان، ولكنها تشعر بالملل والتعب في العشر الأواخر، بسبب انشغالها بتعزيل المنزل والتحضير للعيد والتفرغ للعبادة، فتلجأ إلى المطاعم لشراء الوجبات الجاهزة، والتي باتت عائلتها تشتاق إليها بعد انقطاع “.
فيما يقول” أبو حسين” وهو أحد سكان مدينة إدلب، إنه يفضل الوجبات الجاهزة لأن تكلفة أقل طبخة اليوم هي أكثر من الطعام الجاهز، فبين لحم وخضار وزيت استهلاك غاز يتكلف صاحب الأسرة مبلغاً يضاعف الوجبة الجاهزة، وبالتالي هي أسرع وأوفر حسب قوله.
كذلك تعتمد السيدة” سلوى” موظفة في أحد مشافي المنطقة، على الوجبات الجاهزة خاصة بعد منتصف شهر رمضان، تقول في حديثها إلينا: إن “مسؤوليتها تتضاعف، بسبب الوقت الطويل الذي تقضيه في العمل، إذ لا تجد الوقت الكافي معظم الأحيان لتحضير طبخات كبيرة لعائلتها، ناهيك عن انشغالها في تحضير حلويات العيد، وشراء كسوة الملابس لأطفالها وتنظيف المنزل، ما يجعل الطبخ مهمة صعبة جداً في الأسبوع الأخير من رمضان، ويكون الحل بشراء وجبات الطعام الجاهزة ، لكسب مزيد من الوقت في إنجاز أعمال أخرى.
اختلفت حال السوق في الأسبوع الأخير، حسب ما أكده عدد من أصحاب المحلات التجارية والمطاعم في إدلب، بنسبة 70 بالمئة عن أول شهر رمضان، وهذا ما أنعش الحركة وعوض الركود السابق، إذ يقضي عدد كبيرة من الأهالي أوقاتهم في الأسواق، ويفضلون تناول وجبات الفطور والسحور من المطاعم الشعبية والوجبات السريعة، ولا سيما أن المنطقة شهدت زيادة كبيرة في العامين الماضيين بعدد المطاعم كي تلبي حاجة السوق بسبب الكثافة السكانية الموجودة في إدلب.