أثار خبر عثور عدد من جامعي الكمآة في ريف ديرالزور على غرف ومستودعات مليئة بالمياه والمواد الغذائية والمحروقات وسط البادية السورية، تساؤلات كثيرة حول كيفية وصول هذه المواد إلى تلك المنطقة المحاصرة من قبل قوات النظام والميليشيات الإيرانية والروسية الموالية له، والتي تعد أحد أهم معاقل خلايا تنظيم داعش في البادية المسؤول عن عشرات الهجمات التي أودت بحياة مئات من عناصر تلك الميليشيات.
مراسل SY24 استطاع الحصول على معلومات حول قيام مجموعات تتبع لميليشيا أسود الشرقية الموالية لروسيا، والتي ينحدر معظم عناصرها من منطقة الشعيطات بريف ديرالزور الشرقي، بالتعامل بشكل شبه مباشر مع خلايا تنظيم داعش المتواجدة في البادية السورية عبر إرسال إمدادات طبية ولوجستية إلى مناطق محددة بوجود وسيط مدني، مقابل حصول هذه الميليشيات على ثمن تلك المواد أضعافاً مضاعفة وبالدولار الأمريكي.
المراسل أشار إلى وجود صلة قرابة بين عدد من أفراد الميليشيا وبعض عناصر ومقاتلي التنظيم المتواجدين في الصحراء الأمر الذي سهل عمليات التبادل التجاري فيما بينهم، وخاصةً فيما يتعلق بشراء المياه النظيفة الصالحة للشرب والمواد الغذائية والأدوية، إذ يتم بيع خزان المياه الواحد سعة 200 لتر بمبلغ يصل إلى 500 دولار أمريكي، فيما يتم بيع كيس الطحين سعة 50 كغ بحدود 250 دولار أمريكي.
التجارة مع خلايا تنظيم داعش لم تقتصر على ميليشيا أسود الشرقية بل تعدتها إلى المليشيات الإيرانية التي قامت بزراعة مئات الألغام الفردية في البادية، بغرض منع المدنيين من الوصول إلى أماكن تخزين البضائع التي تباع لخلايا داعش في البادية في محيط البوكمال والقورية والعشارة والتي تعد من أهم معاقل الميلشيات في المنطقة، عبر السماح لبعض المدنيين المتعاونين مع الميليشيات ببيع بعض المواد لخلايا التنظيم مقابل حصول قادة تلك الميليشيات على حصة من الأرباح.
في الوقت الذي يستمر فيه التعامل بين ميليشيا الدفاع الوطني وقائدها فراس العراقية مع خلايا تنظيم داعش الموجودة في ريف ديرالزور الغربي، فيما يخص تهريب عائلات مقاتلي التنظيم الأجانب من مناطق “قوات سوريا الديمقراطية” إلى البادية السورية، وبيع كميات من الأسلحة والذخائر وقطع غيار السيارات والدراجات النارية التي يستخدمها عناصر التنظيم في شن هجماتهم، ناهيك عن بيع المياه والمواد الغذائية والمعدات الطبية لهم مقابل مبالغ مالية وصفت بـ”الخيالية”.
خلايا تنظيم داعش استطاعت، وعلى مدار سنوات عديدة، من الصمود في بقعة جغرافية صغيرة لا تتجاوز مساحتها 200 كم مربع بالرغم من حصارها من جميع الجهات، وإطلاق النظام ومن خلفه القوات الروسية والميليشيات الإيرانية مئات الحملات الأمنية ضد في المنطقة بهدف تنظيفها والحد من الهجمات المسلحة التي ينفذها ضد قوافل النفط والمواقع العسكرية وحقول النفط التي تسيطر عليها تلك الميليشيات موقعةً خسائر بشرية كبيرة في صفوفها.