بعد محاولات عدة، وبحث وسؤال عن كيفية تربية طيور الزينة في المنزل، والاستفادة منها كمصدر دخل، وليس فقط هواية أو متعة، تمكن الشاب “حسن بريكع”25 عاماً، أحد أبناء مدينة تفتناز، من تأسيس مشروعه الخاص داخل منزله، بمقومات بسيطة، أساسها المثابرة وحب للمهنة.
يقول “حسن” في لقائه مع مراسلتنا: إنه” منذ عدة سنوات بدأ بتربية طيور الزينة في منزله، حيث قادته الصدفة إليها، عندما أعجب بصوت ومنظر زوج من طيور (العاشق والمعشوق) عند صديقه، ورغب في تربية زوج مماثل في منزله، ولاسيما أنها مهنة لاتحتاج رأس مال كبير، إنما مبلغ متوسط قادر على تأمينه.
إذ يقبل الهواة والمربون، على اقتناء هذه الطيور، والتي من الممكن أن تبدأ في زاوية صغيرة من المنزل إذا لم يرغب الشخص بتخصيص مكان كبير أو مستودع خارجي لهم، ثم يبدؤون بشراء مختلف أنواع الطيور المشهورة في المنطقة، والتي لها زبائن وراغبين لضمان التسويق والبيع والاستمرار فيها، إذ تعد تربية وتجارة طيور الزينة، من المهن التي يعتمد عليها البعض كمصدر رزق ثانوي، إضافة إلى العمل بمهنة أخرى، حسب قول من تحدثنا إليهم من مربي الطيور.
اقتنى “حسن” زوجاً من الطيور، وبعد البحث والسؤال والتجربة، وتحصيل المعلومات الكاملة عن تربية الطيور والعناية بها، أصبح على دراية كافية بالمهنة، وتمكن بعد أربعة شهور من الحصول على أفراح صغيرة من الزوج الأول.
يقول “وجدت صعوبة في الحصول على معلومات من المربين، ولكن باللجوء إلى الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، أصبح الموضوع أسهل، ولاسيما أن لدي حب التعلم واكتشاف كل التفاصيل المهمة حول العناية بالطيور”.
لم تكن فكرة الحصول على مصدر دخل من تجارة الطيور موجودة لدى حسن، بل دفعه حبه لهذه المخلوقات الصغيرة، و وجودها في المنزل وسماع تغريدها هو الدافع الأول لاقتنائها حسب ما أخبرنا.
تتعدد أنواع الطيور الموجودة في إدلب وريفها، ولكن الأكثر شهرة هو الكناري، العاشق والمعشوق، وطيور الجنة، وهناك أنواع أخرى ولكن انتشارها أقل بسبب ارتفاع أسعارها، وهي طيور الكروان، والرموز، والفيشر والببغاوات بأنواعها.
إذ يتراوح سعر زوج العاشق والمعشوق من 5 إلى 200 دولار لدى بعض السلالات، أما بالنسبة لطيور الجنة (الزيبرا) يتراوح سعرها بين 30 إلى 300 ليرة تركي، في حين يبدأ سعر زوج طير الكناري من 150 ليرة وقد يصل إلى 200 دولار أيضا حسب نوعه، وجميع هذه الأنواع تحظى بإقبال جيد من المربين والتجار على حد سواء.
غير أن الأوضاع الاقتصادية الصعبة، والظروف التي يعيشها الأهالي أثرت بشكل مباشر على المهنة، وأصبح الإقبال ضعيف نوعا ما عن السابق، حسب قول “حسن”
وأرجع سبب ضعف الإقبال بسبب صعوبة إيجاد سوق لتصريف الطيور، ولاسيما تصديرها إلى الخارج كما في السابق، إذ كانت تصدر للعراق ولبنان وتركيا، و غيرها من الدول، أما حالياً فهناك ركود في سوق العصافير بسبب غلاء الجمركة وصعوبة التصدير والاعتماد على التجارة المحلية.
فيما يعتمد عدد كبير من مربي الطيور أمثال “حسن” على تسويقها في السوق المحلية، وعن طريق بيعها عبر منصات التواصل الاجتماعي، إذ يتم عرض النوع والسعر والعنوان والصورة، ويقبل الراغبين على شرائه مباشرة من صاحبه بعد التواصل معه، كما يفعل هو وكثير من الأشخاص أيضاً، الذين وجدوا في تربية الطيور متعة وفائدة في آن واحد من خلال الاستمتاع بجمالها والاستفادة منها مادياً ببيع فراخها.
ويشير “حسن” إلى أن تربية طيور الزينة، تحتاج إلى صبر واهتمام كبير للعناية بهم، بدءاً من تنظيف الأقفاص بشكل يومي كي لا تصيبها أمراض، وتجهيز الطعام والمياه والحبوب المناسبة، إضافة إلى تهوية المكان، وتوفير البيئة المناسبة لهم من ناحية الإضاءة والحرارة، ومعرفة مواعيد التفريخ وطرق التهجين لزيادة عددها والاستفادة منها.
يذكر أن تجارة وبيع الطيور ازدهرت في الشمال السوري، بسبب توقف بعض المهن وتوجه أصحابها، لتربية طيور الزينة، كونها ليست صعبة، ولا تحتاج رأسمال كبير مقارنة بباقي المصالح، وتحقق للمربين دخلاً جيداً يقارب 20٪ من قيمة رأسمال الأساسي، من خلال إنتاج الطيور وبيعها، حسب رأي من تحدثنا إليهم من مربي الطيور.