يعيش أهالي بلدات ريف دمشق بشكل عام أوضاعاً خدمية وطبية سيئة للغاية، مع تقصير واضح وإهمال متعمد من قبل مؤسسات النظام، التي تقف عاجزة عن تغيير الواقع المرير أو إصلاحه، حسب ما رصدته منصة SY24.
وفي آخر المستجدات التي وافانا بها المراسل، أكد أن أهالي بلدة “مديرا” في الغوطة الشرقية، يعانون من انقطاع مستمر في التيار الكهربائي زاد عن أربعة أيام متواصلة، امتدت منذ نهاية شهر رمضان وحتى أيام العيد، والسبب أن القاطع الرئيسي الخاص بالبلدة تالف وبحاجة إلى صيانة أو تغيير.
على خلفية ذلك، ناشد أهالي المنطقة، قسم طوارئ الكهرباء في مدينة حرستا والبلدية، لإصلاح العطل وخاصة قبل العيد لحاجتهم الماسة إليها للقيام بأعمال المنزل.
إلا أن جميع تلك المناشدات تم تجاهلها وعدم الرد عليها، والتذرع بعدم وجود قاطع بديل لاستبداله بالقاطع الرئيسي التالف، ما تسبب بحرمان البلدة من الكهرباء خلال اليومين الماضيين، فضلاً عن انقطاعها في أيام العيد، والتي بدورها أثرت على المياه وأدت إلى انقطاعها أيضاً.
شح هذه الخدمات دفع عدداً من أهالي البلدة للتوجه إلى منازل أقاربهم في الغوطة الشرقية للإقامة عندهم بشكل مؤقت، لعدم قدرتهم على استجرار الكهرباء من مصادر أخرى، أو شراء صهاريج المياه بسبب ارتفاع تكاليفها.
وأظهرت صور خاصة ملتقطة بعدسة مراسلنا في بلدة “يلدا” جنوبي دمشق، الوضع الكارثي الذي تعاني منه المنطقة، مع انتشار النفايات والأوساخ في الأحياء الشعبية وبين المنازل، وتقاعس البلدية عن القيام بواجبها، وترحيل القمامة إلى مكب النفايات، مع أن البلدة لا تبعد عن وسط العاصمة أكثر من أربع كيلو متر.
وفي سياق متصل، تعاني بلدة “حفير الفوقا” في القلمون الغربي بريف دمشق، من أزمة مياه خانقة مستمرة منذ أيام العيد، حيث انقطعت المياه عن معظم أحياء البلدة، وخاصة الحي الشرقي والذي زادت مدة القطع فيه عن شهرين كاملين، مقابل وصلها لمدة لا تتجاوز الساعة واحدة فقط.
وقال مراسلنا في المنطقة: إن “الأهالي قدموا مناشدات ومطالبات بحل مشكلة المياه، تزامناً مع دخول فصل الصيف، وزيادة حاجة الأهالي إلى استخدام المياه بشكل يومي للمياه لاستخدامها بشكل يومي”.
في حين أكد عدد من سكان البلدة لمراسلنا، أن السبب وراء انقطاع المياه، يعود لفتح خطوط معينة في بعض الأحياء لعدد من المسؤولين والأشخاص الذين تربطهم علاقات قوية مع النظام، ما تسبب بعدم وصولها إلى أحياء أخرى أو انقطاعها بالكامل.
كما يقوم المسؤولون عن وحدة المياه في البلدة بسرقة المياه وفتحها أيضاً بشكل متعمد إلى أحياء وحارات معينة، تخص تجار ومقربين من النظام، مقابل حرمان باقي أهالي البلدة من حقهم في وصول المياه إليهم رغم حاجتهم الشديدة لها.
دفعت تلك الخدمات الشحيحة بعد افتتاح مخفر الشرطة مؤخراً في البلدة، عدداً من الأهالي إلى تقديم شكاوى كثيرة إلى المخفر ومجلس البلدية، لحل هذا الأمر والنظر في الحادثة، لكن دون أي تجاوب أو حتى ملاحقة الأمر والاهتمام به من قبلهم.
إذ تعد مشكلة انقطاع ونقص المياه عائق كبير لدى الأهالي ولاسيما أنها مستمرة منذ شهر رمضان، جعلت معاناتهم مضاعفة مع قدوم العيد وحاجة ربات المنازل إلى التنظيف والتعزيل، فضلاً عن تدني مستوى الخدمات في البلدة بشكل عام.