رأت تقارير غربية أن حال النظام السوري لا يختلف عن حال تنظيم داعش في سوريا، فكلاهما يعيشان أفضل أيامها بسبب عدم وجود أي حرب ضدهما.
وأشارت التقارير إلى أن رأس النظام السوري بشار الأسد يعيش أفضل أيامه في عام 2023، حيث يشرب نخب بقائه على أنقاض ضحاياه، في حين أن داعش يجلس مرتاحًا أيضًا في مناطق تواجده في سوريا.
وبينما هُزمت “الدولة” الإقليمية لداعش بنجاح في سوريا قبل أربع سنوات، فإن التنظيم ما يزال يحافظ على تمرد نشط وخطير، حسب التقارير.
واعتبرت أن الصراع السوري لم يكن يتعلق فقط بداعش، بل إن الأسوأ من ذلك هو الصعود السريع للتنظيم واستمراره، إضافة إلى أن التطبيع غير المشروط مع النظام السوري سيؤدي إلى تفاقم العديد من التهديدات الأخرى أيضًا، من النزوح الجماعي واللاجئين على المدى الطويل، والانهيار الاقتصادي والمعاناة الإنسانية، والعنف المستعصي والجريمة المنظمة، والفساد المؤسسي وأمراء الحرب، و عدة صراعات جيوسياسية متداخلة تدور رحاها على الأراضي السورية وفوق الأجواء السورية.
وانتقدت التقارير تساهل الإدارة الأمريكية في معالجة الملف السوري، مشيرة إلى أن إدارة بايدن إذا كانت ستفي بوعد حملتها بالتعامل بعزم أكبر لحل الأزمة السورية وإعطاء الأولوية لملايين ضحاياها، لكانت قد تصرفت بشكل مختلف تمامًا خلال العامين الماضيين، وبدلاً من ذلك فإن حملة مواجهة داعش هي القضية الوحيدة التي احتفظت بدعم ثابت على المستوى الرئاسي، لكن عدم الاهتمام الحالي في صد تطبيع الأسد سيقضي بلا شك على هذا الخط من الجهد أيضًا.
وحول ذلك قال الخبير العسكري “أحمد حمادة” لمنصة SY24، إن “من أمِن العقوبة أساء الأدب، وهذا هو حال بشار الأسد اليوم”، مضيفاً أن “بشار الأسد وداعش يعيشون أفضل أيامهم كونه لا يوجد حرب ضدهم ويعيشون بحالة مستقرة، ولكن رغم ذلك فإن الشعب السوري لن يرضى بكل هذه التحولات، كما أن المجتمع دولي لن يرضى بهذا الأمر كون النظام باع نفسه لإيران بشكل كامل”.
أمّا الصحفي “نورس العرفي” فأشار في حديثه لمنصة SY24، إلى أنه من الملاحظ وكما هو واضح إعلاميا فإن بشار يمر بأحسن أيامه وخاصة بعد قرار الجامعة العربية، وبالنسبة لداعش فإن النظام لم يكن يوماً عدوا لوجود هذا التنظيم في سوريا.
وأفادت التقارير الغربية بأن الفشل الحكومي الحاد في العراق وسوريا، وفر الظروف اللازمة لظهور داعش، وتغير العالم نتيجة لذلك، ولكن ورغم اعتراف إدارة بايدن الواضح بأن مواجهة داعش والتحديات المرتبطة به في سوريا هي مصلحة أمريكية حيوية ، يبدو أن الجهد بأكمله يتجه نحو نهاية خطيرة وسابقة لأوانها بفضل عدم اهتمام واشنطن الأوسع بسياسة سوريا.
وأفاد الناشط في المجال الإنساني والحقوقي “محمود الحموي” لمنصة SY24، إن التقارير الغربية حول النظام غير مستغربة بسبب التطبيع، ولكن المستغرب هو الحديث عن أن داعش يعيش أفضل أيامه، والمستغرب أكثر هو من أين يحصل التنظيم على إمداداته لتسليح عناصره وشن الهجمات المباغتة.
واعتبر أن التقارير الغربية حول داعش بأنه يعيش أفضل أيامه لها مغزى محدد، وهو أن التنظيم يعمل على تجنيد الشباب لصالحه واستقبال مقاتلين لتوسيع أعداده وتجميع قواه بكل حرية، حتى أنه يحصل على طرق إمداده بطرق سهلة دون التضييق عليه من أي طرف كان، محذراً من تداعيات التراخي في ما يخطط له داعش وخاصة الظهور في مناطق متفرقة من جديد في سوريا وقلب المنطقة رأسا على عقب بسبب السياسة الأمريكية المتراخية، حسب وصفه.
ووسط كل ذلك تحذر التقارير من التطبيع مع النظام السوري، إضافة إلى تأكيداتها بأنه يجب عدم التقليل من صعود داعش وقوته إلى الواجهة من جديد.