مسيرة غنية بالروايات والكتب والمؤلفات، حملتها الكاتبة والأديبة “نور الجندلي” ابنة مدينة حمص، إلى مدينة الباب في الشمال السوري، بعد حملة التهجير التي شنها النظام السوري على المدنيين قبل أعوام، إلّا أن الكاتبة لم تستسلم لظروف النزوح والتهجير والحرب، خاصة أنها عاشت الحصار والقصف في مدينتها حمص، وكانت من أوائل السيدات المشاركات في الثورة.
“نور الجندلي” مواليد 1978 حاصلة على إجازة في الأدب العربي، كانت عضو رابطة أدباء الشام، وموقع القصة السوريّة، وعملت محررة في مجلة رابطة رواء للأدب الإسلامي ولغة القرآن ، وكتبت في عدد من المجلات العربية منها مجلة الرسالة ، نشرت أول عمل روائي لها في 1997، وحازت رواية “قلوب لا تموت “على جائزة الرواية في دار الفكر.
كما حازت على جوائز عربية مثل جائزة دار رواية عن روايتها “ذات شتاء” في المملكة العربية السعودية وجائزة ناجي نعمان في لبنان عن مجموعتها القصصية ” تحليق بلا أجنحة”.
عاشت “الجندلي” أياماً صعبة في ظل الثورة، من قصف وحصار، حاولت حينها إيجاد بدائل أخرى، للهروب من الواقع الصعب، وجو الحرب، فافتتحت مكتبة للشباب واليافعات وطلاب الجامعة، شملت كافة المجالات النفسية والثقافية، والاجتماعية، وتعلم اللغات وغيرها من المجالات الأدبية والثقافية.
تخبرنا أنها عند إقامتها في مدينة الباب عقب التهجير، عام 2017، أعادت افتتاح المكتبة مع مجموعة من المثقفين بعدما جلبت معها حوالي 400 كتاب من حمص، لتكون أول مكتبة عامة في مدينة الباب وفي الشمال بشكل عام، حينها لم يكن هناك توجه نحو القراءة بسبب الأوضاع غير المستقرة في المنطقة.
ثم بدأ مشروع المكتبة يتطور بسرعة بجهود من مؤسسة قيم، وانطلقت مبادرات شبابية عديدة لتقديم الكتب والمؤلفات والأبحاث، فضلاً عن إرسال عدة كتب من تركيا إلى المكتبة، أما في سورية فهناك من تبرع بالكتب التي يملكها، ومنهم من قدم مبالغ نقدية لشراء مجموعات من الكتب متنوعة في مختلف المجالات، أغنت المكتبة.
تقول “الجندلي” في حديثها إلينا، إن “المكتبة اليوم تضم أنواعاً كثيرة من الكتب والأبحاث التي تفيد طلاب الجامعات، وقسم خاص للأطفال وأقسام متنوعة من الكتب الأدبية والاجتماعية والثقافية والشرعية والروايات” .
وأضافت، أن المكتبة تطورت بشكل أكبر، عندما انضمت إليها مجموعة من كتب (المكتبة الدمشقية) التي جلبوها من جنوب دمشق، ثم توسعت بشكل لافت، ولم تعد تقتصر على إعارة الكتب للقراء، بل شملت أنشطة وجلسات توعية ومحاضرات وندوات ثقافية متنوعة، منها ما يخص الأطفال واليافعين، ومنها لطلاب الجامعات والدراسات العليا، إضافة إلى عقد أنشطة ثقافية، وأمسيات شعرية ومحاضرات توعوية، وجلسات خاصة بالنساء تهتم بالأمور التربوية وغيرها.
وعن مساهمة المرأة في ظل الثورة السورية تقول “الجندلي” إن ” للمرأة السورية حضوراً أساسياً في الثورة، وكل سيدة حملت على عاتقها مسؤولية معينة لتكون المساندة في مختلف المجالات، إن كانت على صعيد الأسرة أو المجتمع، بما فيها المجال التعليمي، والطبي والإغاثي والمجتمعي و الإعلامي والنفسي، وغيرها، وهناك نساء كنَّ المحور الأساسي للأسرة، وكانوا معيلات لأطفالهن وأسرهن، وأثبتن نجاحهن رغم جميع الظروف الصعبة التي أحاطت بهن.
تتابع الكاتبة “نور الجندلي” اليوم أنشطتها الثقافية في الشمال السوري، وتساعد النساء والفتيات في تزويد مهاراتهن، وخبراتهن، في مجال القراءة والكتابة، وتكمل مسيرتها الأدبية في إنجاز المزيد من الكتب والروايات، لتكون مثالاً عن المرأة السورية المثقفة والطموحة المبدعة رغم ظروف الحرب التي عاشتها.