تفيد الأنباء الواردة من ريف إدلب الجنوبي، برفع الميليشيات الإيرانية ولأول مرة أعلامها وراياتها فوق بعض النقاط العسكرية التابعة للنظام السوري.
وأفادت مصادر متطابقة، أنه لأول مرة يتم رفع العلم الإيراني فوق موقع تابع لقوات النظام قرب بلدة معرة حرمة في جبل الزاوية في ريف محافظة إدلب، والتي سيطرت عليها قوات النظام السوري عام 2020.
وتناقل خبر رفع الرايات الإيرانية من قبل مصادر غربية ومنها، شارلز ليستر، وهو مدير قسم مكافحة الإرهاب بمعهد الشرق الأوسط، والذي قال في تغريدة “لأول مرة وكلاء إيران يرفعون راياتهم جنوبي إدلب”.
https://twitter.com/Charles_Lister/status/1655997453147963411
وحول ذلك، قال الناشط السياسي وابن محافظة إدلب عبد الكريم العمر لمنصة SY24، إنها ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة التي يُرفع فيها علم إيران وميليشياتها حيث تتواجد ميليشيات النظام السوري، فسبق أن رُفع العلم الإيراني وعبارات فاطميون ويا زينب في القصير وفي أرياف دمشق، وفي الهبيط بريف إدلب الجنوبي العام الماضي، واليوم يتم رفعه في بلدة معرة حرمة بريف إدلب.
وأضاف، بأنها رسالة أن إيران هي صاحبة القرار والنفوذ في مناطق النظام، ورسالة للمعارضة السورية والشعب السوري أن إيران استطاعت أن تتغلغل في كل شيء .
ورأى أن القضية اليوم ليست قضية علم أو راية بقدر ما هو حجم تغلغل الإيرانيين في المجتمع السوري، فالحسينيات باتت أخطر من رفع الرايات.
وأعرب ناشطون سوريون داخل سوريا وخارجها من محاولة إيران تثبيت موطئ قدم لها في الشمال السوري بضوء أخضر من النظام، محذرين في ذات الوقت من التقليل من أهمية ما يجري من تطورات ميدانية في تلك المنطقة.
وقال الناشط الميداني وابن الشمال السوري، أبو محمود الشمالي في حديثه لمنصة SY24، إنه “بعد عودة نظام الأسد إلى جامعة الدول العربية، ظهرت تحركات غريبة للميليشيات الإيرانية في دير الزور وحمص والقنيطرة، مثل استبدال أعلام إيران ورايات فاطميون أو زينبيون بعلم الأسد، وبعد متابعة حيثيات الموضوع، قرأت خبرا لأحد مراكز الأبحاث يتحدث عن شرط عربي لعودة النظام إلى مقعده، والشرط كان مرتبطا بانسحاب الميليشيات الإيرانية أو تقليص دورها في الملف السوري، وإن صح ما سبق، مع التحركات التي تشهدها جبهات ريف إدلب، فنحن أمام خيارين، الأولى زجّ هذه الميليشيات على الجبهات للتخلص منها بمعركة مرتقبة، أو أن النظام سيضع حجة أن جبهاته تحتاج لأعداد من المقاتلين وهي غير متوفرة لديه لذلك استعان بإبقاء هؤلاء في سوريا”.
ووسط كل ذلك يحمّل ناشطون مسؤولية سقوط مناطق واسعة في الشمال السوري لهيئة تحرير الشام، والتي تمكنت وبقوة السلاح من تفكيك جميع فصائل المعارضة لتتفرد بالسيطرة على إدلب وما حولها، في حين يتهم ناشطون آخرون الهيئة إضافة إلى بعض الفصائل الأخرى التي كانت تتواجد في في المنطقة تحت إشرافها بتسليم مئات القرى والبلدات للروس والإيرانيين بموجب اتفاقيات غير معلنة، حسب تعبيرهم.