شهدت أسواق بيع المواشي في مدن وبلدات ريف ديرالزور الخاضع لسيطرة قوات النظام والمليشيات الموالية له، شهدت ارتفاعاً كبيراً في الأسعار وسط إقبال ضعيف من أصحاب محلات بيع اللحوم على شراء الأغنام والأبقار بشكل مستمر، نتيجة ضعف القدرة الشرائية للمواطنين وصعوبة تخزينها مع تكرار انقطاع التيار الكهربائي وغلاء ثمن الكهرباء الخاصة ما قد يعرض بضائعهم للتلف.
وعزا تجار الماشية ارتفاع أسعار اللحوم في مناطق النظام بديرالزور إلى استمرار الميليشيات الإيرانية والمحلية بتهريب الأبقار والأغنام إلى العراق عبر المعابر البرية غير الشرعية التي تديرها، وذلك بعد قيامها بشراء الماشية بأعداد كبيرة من التجار المحليين وبأسعار رخيصة، ناهيك عن قيامها بسلب ونهب بعضها ونقلها بشكل مباشر إلى العراق وتقاسم الأرباح بين قادة الميليشيات وعناصرها الأجانب والمحليين.
مراسل SY24 في مدينة العشارة بريف ديرالزور الشرقي، أكد تواجد تجار وسماسرة تابعين لميليشيا الحشد الشيعي العراقي داخل سوق المواشي المحلي “الماكف” وبشكل يومي، وقيامهم بشراء الأبقار والأغنام وباسعار وصفت بـ “الرخيصة” مقارنةً بالسعر الحقيقي، بعد رفض عدد كبير من التجار بيع مواشيهم لتلك الميليشيات بشكل مباشر لـ”قيامها بنقلها للعراق وتسببها بضغط كبير على سوق اللحوم المحلي”.
وبحسب المراسل، فإن عمليات تجميع ونقل الماشية من قبل ميليشيا الحشد الشيعي العراقية تتم على مراحل بدءاً من قيام سماسرة خاصين بها بشراء الأغنام والأبقار من التجار المحليين، وخاصةً الذين يعانون من تراكم الديون وإجبارهم على بيعها بسعر رخيص جداً، ومن ثم يتم تخزينها داخل مزارع تم الاستيلاء عليها مسبقاً من قبل تلك المليشيا في أطراف مدينة العشارة وإطعامها لمدة لا تقل عن شهر، بهدف زيادة وزنها قبل نقلها إلى العراق وبيعها بضعف الثمن الذي اشترته.
استمرار عمليات التهريب أثرت بشكل مباشر على أسعار اللحوم في مناطق النظام بدير الزور، حيث وصل سعر كيلو لحم الغنم إلى أكثر من 60 ألف ليرة سورية، فيما بلغ سعر كيلو لحم العجل إلى قرابة 50 ألف ليرة، فيما بلغ سعر شراء الخروف متوسط الحجم إلى حوالي مليون ونصف ليرة سورية، بينما بلغ سعر البقرة إلى قرابة 10 مليون والعجل إلى 7 مليون، وتعد هذه الأسعار رخيصة جداً مقارنةً بسعر صرف الدولار الأمريكي الذي وصل إلى 9000 ليرة سورية في تداولات السوق السوداء.
يقول “أبو أحمد”، أحد تجار المواشي في سوق مدينة العشارة المحلي، إن “سماسرة ميليشيا الحشد الشيعي العراقية يتواجدون بشكل مستمر داخل الماكف كونهم من أبناء المنطقة المنتمين لها ويعرفون أحوال الأهالي والتجار وكيفية عمل السوق، لذلك فإن لديهم القدرة على الضغط باتجاه شراء الأغنام بسعر رخيص مع تهديد التجار بالسجن أو التصفية في حال رفضوا بيعها بالسعر الذي يريدونه، الأمر الذي دفع العديد منهم لبيع كامل قطيعه والخروج باتجاه مناطق سيطرة قسد”.
والجدير بالذكر أن عمليات تهريب المواشي وبعض السلع الغذائية والتجارية من مناطق سيطرة النظام في ديرالزور إلى العراق عبر الحدود البرية التي تسيطر عليها الميليشيات الإيرانية والعراقية، تسببت بارتفاع كبير في أسعار تلك السلع في الأسواق المحلية وعدم قدرة المواطن العادي على تحمل تكلفة شرائها، الأمر الذي حرم شريحة واسعة منها و اضطرارهم إلى استبدالها بسلع ارخص الثمن أو الاستغناء عنها بالكامل.