للمرة الأولى في الشمال السوري يزرع نبات الزعفران كأحد المشاريع الزراعية الإنتاجية الجديدة، التي دخلت على المنطقة وحظيت باهتمام واسع من قبل الأهالي والمزارعين، ولاسيما أنها تحقق مردوداً مادياً كبيراً في حال نجاحها واستمرارها في السنوات القليلة القادمة.
لقيت فكرة زراعة الزعفران أو مايعرف عالمياً بـ “الذهب الأحمر” بسبب ارتفاع سعره، والذي يصل الغرام الواحد منه إلى خمسين دولار تقريباً، استحساناً عند الأستاذ الجامعي “أسامة سلات” والذي درس المشروع دراسة معقمة من ناحية الإنتاج والتكاليف والبيئة المناسبة وشروط الزراعة إضافة إلى التسويق وتغطية حاجة السوق المحلية من مادة الزعفران، ويعد الزعفران واحداً من النباتات العطرية الزكية، يوضع على الطعام كنوع من التوابل وله استخدامات طبية أيضاً، ويستخدم أيضاً كمادة منكهة في القهوة العربية في بعض دول الخليج العربي وهو من التوابل الباهظة الثمن.
يقول السيد “أسامة” في حديث خاص لمنصة SY24 : إن مشروع زراعة الزعفران يخرجنا من نطاق الزراعات التقليدية المعروفة في المنطقة، وتعد إحدى الزراعات الجديدة التي تحقق دخلاً كبيراً خاصة في السنوات القادمة، والتي تحتاج إلى صبر ووقت.
بدأ “أسامة” زراعة أبصال الزعفران في مساحة محدودة من أراضي مدينة بنش في ريف إدلب، بعد حصوله على المعلومات الكاملة عن شروط الزراعة وطرقها، وإنتاجها، يقول: إن “المشكلات التي واجهته في مشروعه الجديد، هي عدم وجود مراكز بحثية تتبنى فكرة الزراعة وتزود المزارعين بالمعلومات الأساسية حولها، لذا استعان بعدد من المهندسين الزراعيين في التعرف على المناخ والتربة المناسبة الزعفران إضافة إلى بحثه المستمر في مواقع الإنترنت المهتمة بهذا المجال.
يقول المهندس “موسى البكر” في حديث خاص لمراسلتنا: إن المشروع سيكون ناجح جداً في السنوات القادمة، لاسيما إن اعتمد على إكثار الأبصال حيث يتراوح سعر الكيلو الواحد منها مابين 25 _ 40 دولار، وهذه البصيلات تتكاثر في السنة التالية وقد تعطي ثلاث أو أربع بصيلات، أي إن زراعة ألف بصلة في السنة الأولى قد تعطي إنتاج في السنوات القادمة يصل عدده إلى 4 أو 5 آلاف بصلة.
وأضاف أن الدونم الواحد يستوعب 100 _ 125 كيلو غرام من البصل، بتكلفة وسطية تصل إلى 3 آلاف دولار، وسيكون الإنتاج في السنة الأولى قليل، ولن يغطي نصف التكاليف، لذا فهو يحتاج إلى صبر، إذ أنه في السنة الثالثة والرابعة سيكون الإنتاج جيد، وقد يصل إلى 3 كيلو غرام من زهور الزعفران، ويباع بسعر يبدأ من 3 آلاف دولار ويصل إلى 20 ألف دولار للكيلو الواحد.
يؤكد السيد “أسامة” صاحب إحدى مشاريع زراعة الزعفران في الشمال السوري، أن الإنتاجية ستكون مرتفعة عاماً بعد عام، ويوفر فرصة عمل ودخل كبير للمزارعين والعمال، كما أن هناك عدد من التجار طلبوا كميات كبيرة لتصديرها إلى الخليج بأسعار باهظة.
وعن كيفية الحصول على الأبصال يقول المهندس “موسى” إنه حالياً يتم استيرادها من تركيا، وقسم منها كان مزروع في المنطقة العام الماضي كتجربة، وهي عبارة عن كميات قليلة، كونها زراعة دخيلة على الشمال السوري.
تزرع البصيلات بطريقيتن إما المروية أو البعلية ولكل منها أوقات معينة من السنة، وتناسبها جميع أنواع التربة، كما أن المناخ الجوي في الشمال السوري مناسب جداً لها، لذا يتوقع المهندس الزراعي نجاحاً كبيراً لهذا المشروع، الذي سيشكل نهضة نوعية في المشاريع الإنتاجية بالمنطقة حسب تعبيره.
ينتظر “أسامة” بعد عدة أشهر ثمرة مشروعه الذي كان مغامرة كبيرة بالنسبة له، كما ينتظر معه مئات المزارعين والأهالي أيضاً، ليبادورا بالزراعة في أراضيهم، متأملين نجاحاً مرضياً وإنتاج وفيراً وأرباح كثيرة، حسب الدراسات الأولية لجدوى المشروع، والذي سيكون نهضة في مجال الزراعة بمناطق وأراضي الشمال السوري في السنوات القليلة القادمة.