كرست حياتها بعد الثورة في قضايا المجتمع، ونشطت في المجال السياسي والدفاع عن حقوق المرأة بشكل خاص وحقها في المشاركة السياسة، والتحدث باسم كافة شرائح المجتمع بشكل عام، بعد انشقاقها عن النظام بداية الثورة والتحاقها بركب الشعب والثورة والحرية.
القاضية “سمر الحسين” ابنة مدنية دمشق، مواليد 1967م، مهجرة من عام 2016 إلى الشمال السوري في رحلة التهجير والتغيير الديموغرافي التي فرضها النظام على السوريين منذ سنوات، دفعها حبها للقانون إلى العمل بالقضاء في العاصمة، واستمرت بمهنة القضاة لمدة 17 عام، تنقلت فيها بين عدة محاكم منها النيابة العامة و الأحداث والجزاء ومحاكم الإستئناف.
ومع انطلاق الثورة السورية، كانت من أوائل الحرائر اللواتي انضممن للثورة، وصوت الشعب الحر، وانتقلت بعد انشقاقها من السلك القضائي إلى بلدة مضايا، وعاشت جميع أحداث القصف والحرب والحصار وكانت صوت الأهالي من تلك البقعة الصغيرة المحاصرة إلى العالم الخارجي المحلي، عن طريق مشاركتها إعلامياً بنقل صورة الواقع الذي يعشيه الأهالي هناك ومطالبتها بفك الحصار ورفع الظلم عن المنطقة.
تقول في لقاء خاص مع مراسلتنا: إنها “نشطت بالأمور السياسة وقضايا المرأة وخاصة التمكين القانوني لها ورفع الوعي اتجاه حقوقهن السياسية وأهمية وجود المرأة في هذا المجال لنيل حقوقها كونها جزء أساسي في المجتمع وكان لها حضوراً قوياً وفاعلاً في الحراك الثوري السلمي، مثلها مثل الرجل وقدمت تضحيات كثيرة واعتقلت وتعذبت وهجرت وعانت كثيراً من ويلات الحرب ماتزال إلى الآن”.
وصلت السيدة “سمر” إلى الشمال السوري عبر مبادلة بين النظام والفصائل الثورية، وخرجت من حصار مضايا إلى شمال غربي سوريا، وهنا واصلت عملها في المجالات السياسية، وركزت على مناصرة المرأة، وشاركت في مؤتمر للمعتقلين عام 2019 بمدينة عفرين مثلت فيه المرأة السورية بكل، ثم تطوعت مع الهيئة الوطنية للمعتقلين.
بعد ذلك أسست منظمة (من أجلهم) الإنسانية، التي تهتم بشؤون النساء والأطفال في مدينة عفرين، مع مجموعة من الناشطات الحقوقيات والمحاميات بشكل تطوعي، اللواتي يعملن من أجل السيدات ودعمهم معرفياً وحقوقياً لاسيما زوجات الشهداء والمعتقلين، وقدمت عدة تدريبات في مختلف المجالات والتي تناسب كافة شرائح المجتمع، بما فيهم النساء والشبان، وكذلك ذوي الاحتياجات الخاصة.
واجهت تحديات كثيرة في عملها، ورفضت العمل تحت شروط معايير مسيسة لا تلامس مصالح المواطنين، وفضلت الاستقلالية في عملها، لتبقى ضمن نطاق الأهداف التي خرجت من أجلها منذ الأيام الأولى للثورة، ماسبب لها مشاكل كثيرة على الصعيد الشخصي، ولكنها بقوة شخصيتها، وثباتها على الحق والمبادئ واجهتها بكل شجاعة وقوة وخرجت منها منتصرة ومستقلة.
تسعى اليوم القاضية “سمر الحسين” على إكمال مسيرتها في الشمال السوري، وتطوير عملها لتكون بذلك إحدى السيدات السوريات القويات اللواتي كانت لهن بصمة واضحة في الثورة خلال السنوات الماضية، وإلى الآن هناك مفاجأت حسب قولها تعمل على تحضيرها في المجال القانوني والإنساني سيكون له أثر كبير على المواطنين.