عاودت قوات النظام والميليشيات الموالية لها عملها في عدد من المعابر النهرية في ريف ديرالزور الشرقي والتي تصل مناطقها بمناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” على الضفة المقابلة لنهر الفرات، وذلك بعد توقف متقطع لعدة أيام عقب توترات أمنية شهدتها نتيجة خلافات بين قيادة الميليشيات المسلحة التي تدير عمليات التهريب على هذه المعابر.
ميليشيا الفرقة الرابعة فتحت معبر مدينة الميادين النهري بالريف الشرقي لديرالزور والذي يصلها مباشرة مع بلدة ذيبان على الضفة المقابلة لنهر الفرات، وقامت بالسماح للمواطنين والبضائع بالعبور منه خلال ساعات النهار مقابل حصولها على نسبتها من عمليات التهريب، وفرضها إتاوات مالية وصفت بـ “الضخمة” على جميع البضائع والسلع التي تدخل مناطق سيطرة النظام.
مراسل منصة SY24 في مدينة الميادين ذكر قيام الميليشيا بفرض طوق أمني مشدد حول السرير النهري ومنع المدنيين من الاقتراب من نقاط الحراسة الخاصة به، كما منعت أصحاب السيارات والحافلات الصغيرة من العمل على نقل المواطنين إلى المعبر واحتكارها عملية النقل عبر حافلات خاصة بها مقابل مبالغ مالية تصل إلى قرابة 5000 ليرة سورية للشخص الواحد.
https://youtube.com/shorts/vymPZV8zWfA?feature=share
المراسل تحدث عن استمرار عمليات تهريب المواد الأساسية غير المتواجدة بمناطق النظام كـ المحروقات والطحين والسكر وغيرها من السلع مع فرض إتاوات مالية على التجار الذين ينقلونها، ناهيك عن وضعها سماسرة خاصين بها في المنطقة يعملون على شراء تلك المواد عند المعبر وبسعر قليل جداً مقابل السعر الذي سيدفعه المواطنين مقابلها.
حيث تعد المعابر النهرية إحدى أهم مصادر الدخل بالنسبة لميليشيا الفرقة الرابعة وبقية الميليشيات المحلية والإيرانية المتواجدة في ريف ديرالزور الشرقي والغربي، عبر قيام حواجز تلك العسكرية بفرض إتاوات مالية على السلع التي تدخل مناطق سيطرتها، ناهيك عن تورطها بشكل مباشر في تهريب الأسلحة والمخدرات الى مناطق “قسد”، وأيضاً نقل عائلات تنظيم داعش الأجانب إلى البادية السورية مقابل مبالغ مالية وصفت بالخيالية.
“أبو أحمد الكلعي”، من سكان مدينة الميادين وأحد العاملين على المعابر النهرية في المدينة، ذكر أن “ميليشيا الفرقة الرابعة ما تزال تسيطر بشكل كامل على معبر الميادين النهري الواصل مع مناطق قسد وتقوم بالتحكم بعمله، كما أنها تسيطر أيضاً على عمليات نقل المسافرين الراغبين بالوصول الى نقطة التفتيش الخاصة بها عبر حافلات صغيرة تملكها مع منع باقي الحافلات المدنية من الاقتراب من المنطقة”، على حد وصفه.
وفي حديث خاص مع مراسل منصة SY24 في المنطقة قال: “المعبر النهري في الميادين يعد أهم نقطة لتهريب الأسلحة والمخدرات والمحروقات مع مناطق قسد وبالاتفاق مع مهربين متواجدين عند الجهة المقابلة، وتحصل الميليشيا مبالغ مالية تصل إلى أكثر من 10 ملايين ليرة سورية بشكل يومي فقط من الإتاوات التي تفرضها على المواطنين، ناهيك عن بقية عمليات التهريب والحصص التي تأخذها من بعض المواد التجارية”.
وأضاف أن “الأهالي يتعرضون لمعاملة سيئة من عناصر الحاجز العسكري الخاص بالميليشيا عند المعبر وخاصة فيما يتعلق بعمليات التفتيش الحقائب والأكياس التي يحملونها، وقيامهم بابتزاز المدنيين عبر تهديدهم بوجود أسمائهم على قوائم المطلوبين من أجل الحصول على مبالغ مالية إضافية منهم مستغلين خوفهم من الاعتقال”.
وتسيطر ميليشيا الفرقة التابعة لقوات النظام، والتي يديرها ماهر الأسد شقيق رأس النظام السوري، بشكل شبه كامل على جميع المعابر النهرية التي تصل مناطق النظام بمناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” على الضفة المقابلة لنهر الفرات، وتقوم بفرض إتاوات مالية كبيرة على جميع السلع التجارية والغذائية التي تمر من هذه المعابر، ناهيك عن تحكمها بعبور المواطنين وابتزازها لتحصيل أكبر قدر ممكن من الأموال.
والجدير بالذكر أن أهالي قرى ريف ديرالزور الغربي قاموا بطرد ميليشيا الفرقة من مناطقهم ومنعها من الاقتراب من معابر التهريب النهرية الخاصة بها، على خلفية قيامها بقتل اثنين من أبناء المنطقة بتهمة العمل بالتهريب دون الحصول على إذن رسمي منها، الأمر الذي أشعل توتراً كبيراً في المنطقة دفع مسؤولي النظام وقادة الأجهزة الأمنية للتدخل من أجل حله، وسط حالة من الغليان ما تزال تعيشها جميع المناطق التي تتواجد فيها هذه الميليشيا.