أعرب سوريون داخل سوريا وخارجها عن سخطهم الشديد من إعادة تعويم رأس النظام السوري بشار الأسد ودعوته للحضور في اجتماع القمة العربية المقررة غدا الجمعة في السعودية.
وفي وقت سابق اليوم الخميس، أعلنت صفحة “رئاسة الجمهورية السورية” في فيسبوك، أن رأس النظام سيتوجه عصر اليوم إلى السعودية للمشاركة في اجتماع القمة العربية.
وضجت منصات التواصل الاجتماعي بردود الفعل على مشاركة رأس النظام في هذا الاجتماع، واصفين ما يجري بأنه “خذلان للقضية السورية”.
وأجمع كثيرون على أن “الأقنعة العربية قد سقطت وانكشفت الوجوه على حقيقتها”، مشيرين إلى رفضهم وبشدة لما يجري من تطورات في سياق الملف السوري.
وقال يوسف الشامي الناشط في المجال الإنساني وأحد الناجين من الاعتقال في سجون الأسد لمنصة SY24، إن “تعويم الأسد عربياً ومستقبلاً دولياً يعني أن العدالة غائبة والمحاسبة لن تطال الأسد وكل من تلطخت أيديهم بدماء السوريين”.
وتساءل الشامي عن الأسباب التي تدفع بالعرب لتعويم النظام برغم كل الجرائم التي ارتكبها، معربا عن خيبة أمل كبيرة يشعر بها هو وكل من حوله من الناشطين السوريين.
من جهتها، قالت افتتاحية صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، إن “إعادة قبول سوريا في جامعة الدول العربية يبعث رسالة تقشعر لها الأبدان لضحايا النظام السوري”.
وأضافت الصحيفة أنه “عندما يجلس بشار الأسد على كرسيه المخصص له في القمة العربية سيكون يوما حزينا للدبلوماسية العربية، ويرسل رسالة لضحايا فظائع النظام مفادها أن بشار الأسد يمكنه أن يستمر في الإفلات من العقاب”.
بدوره، قال الحقوقي عبد الناصر حوشان لمنصة SY24، إن “سورية تشهد نزاعاً مُسلّحاً داخلياً بموجب القرارات الدولية والجامعة العربية، لذا فإن دعوة بشار أسد للقمة العربيّة هي انحياز لطرف في نزاع مسلّح داخلي وبالتالي لا يمكن قبول أي ذريعة لتبرير هذا القرار لأنه انتهاك للقرارات الدولية و قرارات الجامعة العربية السابقة”.
وتابع أن “هناك مبادئ أساسية في العلاقات الدولية حددها ميثاق الأمم المتحدة وميثاق الجامعة العربية، ومنها عدم التدخل في الشؤون الداخلية، وهناك قرار للجمعية العامة للأمم برقم 3314 لسنة 1974 يحظر التدخل في أي نزاع مسلح داخلي حتى لو كان بطلب السلطة أو الحكومة إذا كانت طرفا في هذا النزاع”.
وأوضح أن قرار الجامعة العربية بتجميد عضوية سورية فيها كان في هذا السياق، وبما أن الصراع في سورية لم ينته فحظر التدخل لصالح أحد الأطراف يبقى قائما، ومن هنا فإن دعوة بشار أسد للقمة العربيّة هي انحياز لطرف في نزاع مسلّح داخلي، حسب تعبيره.
ولفت إلى أن سوق أية ذرائع لتبرير تطبيع العرب مع إيران وذنبها في سورية على أنّه لمصلحة الشعب السوري و أنّه في سياق حلّ عادل للقضيّة سورية، كذِبٌ و تضليلٌ للرأي العام العربيّ، فالتطبيع دافعه اقتصادي مصلحي لبعض العرب.
وأكدت صحيفة فايننشال تايمز، أن قرار إعادة قبول سوريا في جامعة الدول العربية يمنح انتصارا دبلوماسيا غير ضروري وغير مبرر “لمجرم حرب وشركائه في الجريمة”؛ إيران وروسيا.
من جانبها، جددت الخارجية الأميركية تأكيد أن واشنطن لن تطبع العلاقات مع نظام الأسد، كما شددت على أن الولايات المتحدة لا تدعم قيام الآخرين بذلك.
ومن المقرر أن يشارك رأس النظام السوري، غداً الجمعة، في القمة العربية التي ستنعقد في جدة، وذلك للمرة الأولى منذ عام 2010، بعد جهود دبلوماسية أفضت إلى إعادة دمشق لمحيطها العربي بعد عزلة استمرّت أكثر من 11 عاما.