أعلنت إدارة مخيم الهول للنازحين عن تأجيل الموعد المقرر لخروج 100 عائلة عراقية من المخيم، وذلك عقب إعلان الجهات الرسمية في إقليم كردستان العراق عن إغلاق معبر فيشخابور – سيمالكا البري، والذي يصل بينها وبين مناطق سيطرة “الإدارة الذاتية” في شمال شرق سوريا، دون الكشف عن أسباب الإغلاق أو المدة المتوقعة لتوقفه عن العمل.
وبحسب مصادر إعلامية، فإن إدارة مخيم الهول أرجأت عودة النازحين العراقيين بالرغم من قيامهم بتسليم خيامهم وبيع جميع ممتلكاتهم الشخصية من أثاث وأدوات طبخ وغيرها في السوق المحلية للمخيم، الأمر الذي أثار حالة من الاستياء بينهم، ودفعت عدد كبير من العائلات عن التراجع عن قرار الخروج من الهول وتقديم طلب جديد لإدارته من أجل استلام خيامهم وإعادة مخصصاتهم من المواد الإغاثية والمساعدات الطبية.
من جانبه، أجرى الوفد الحكومي العراقي اجتماعاً مطولاً مع إدارة مخيم الهول و ممثلين عن اللاجئين العراقيين فيه للوصول إلى اتفاق حول إعادتهم إلى العراق، حيث تم الاتفاق فيه على إخراج الدفعة المقرر إخلاؤها من المخيم في غضون أسبوع بالتعاون مع قيادة التحالف الدولي، بالتزامن مع إعلان هذا الوفد عن بدء التجهيز لإجلاء المزيد من العائلات باتجاه الأراضي العراقية في غضون شهرين، على أن يتم ذلك بالتنسيق مع التحالف الدولي وحكومة كردستان العراق.
وقالت الإدارة الذاتية: إن إغلاق معبر سيمالكا من جانب حكومة إقليم كردستان العراق جاء بدون سابق إنذار، الأمر الذي أثر بشكل مباشر على حركة المسافرين وعبور المساعدات الإنسانية والغذائية إلى المنطقة، بالإضافة إلى التأثير المباشر على عبور المرضى القادمين من مناطق شمال شرق سوريا للعلاج، ما أثار حالة من الغضب والاستياء لدى سكان المنطقة الذين طالبوا حكومة أربيل بتوضيح أسباب الإغلاق والمدة المقررة لذلك، كما طالبوا الإدارة الذاتية بضرورة معالجة الإشكالات الأمنية التي تقتضي فتح المعابر وانسياب عبور المدنيين والبضائع.
وفي سياق آخر، تحدثت مصادر محلية عن نية شيوخ ووجهاء عشائر المنطقة إطلاق “مبادرة إنسانية” جديدة بغرض إطلاق سراح عدد من العائلات السورية القادمة من المحافظات السورية التي لا تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية من مخيم الهول للنازحين، وتخييرهم بين البقاء في المنطقة أو إعادتهم إلى مدنهم وقراهم، وذلك بهدف “تخفيف الضغط على إدارة المخيم والحد من أي عمليات تجنيد محتملة قد يقوم بها تنظيم داعش لأبناء هذه العائلات التي تعاني من ظروف معيشية سيئة مقارنةً ببقية سكان المخيم”.
ويقدر عدد النازحين السوريين المنحدرين من المحافظات التي لا تسيطر عليها “قسد” بحوالي 10 آلاف نازح غالبيتهم من محافظات حمص وحلب وحماه، كانوا قد قدموا إلى ديرالزور منذ بدء المعارك في مدنهم قبل أكثر من عشر سنوات واستقروا فيها إلى حين قدوم تنظيم داعش إلى المنطقة، ناهيك عن تواجد عدد من عائلات عناصر تنظيم داعش المحليين بينهم، وخاصة بعض العائلات المنحدرة من محافظة إدلب الذين قدموا مع افراد “لواء داوود” بعد إعلانه الانضمام لتنظيم داعش في بداية عام 2014.
وبحسب إحصائيات وزارة الهجرة العراقية، فإن مخيم الهول للنازحين يضم قرابة 29 ألف عراقي من أصل 57 ألف من قاطني المخيم، بينهم 10 آلاف من الأجانب الذين ما تزال حكوماتهم ترفض إعادتهم إلى أراضيها، فيما ينحدر بقية النازحين من مدن وبلدات شرقي سوريا وأيضاً من بقية المحافظات السورية الواقعة خارج مناطق سيطرة الإدارة الذاتية.
فيما حذرت المنظمات الإنسانية الدولية ومنظمة “أنقذوا الأطفال” من ما وصفته بـ “المصير المجهول” لآلاف الأطفال الموجودين في المخيم، والذين تعرض عدد كبير منهم لعمليات “تصفية جسدية أو استغلال جنسي وفكري من قبل خلايا تنظيم داعش أو عناصر حراسة المخيم”، فيما تم تسجيل عدة حالات وفاة لعدد من الأطفال بسبب سوء التغذية وغياب العناية الصحية الجيدة لهم.