تستمر الأخبار المتعلقة بهيئة تحرير الشام وزعيمها أبو محمد الجولاني تثير الكثير من الجدل والتساؤلات، بالتزامن مع حالة الرفض المعلنة وشبه المعلنة للانتهاكات التي تقوم بها في مناطق سيطرتها بإدلب، حسب مصادر محلية.
وفي المستجدات، تداولت المصادر المحلية أخباراً عن حملة تجنيد جديدة دعت إليها هيئة تحرير الشام، وطلبت من الشبان الانضمام إلى صفوفها.
وحسب المصادر، فإنه بإمكان الراغبين بالتطوع التوجه الى واحدة من أصل 12 شعبة تجنيد منتشرة في إدلب وريفها وغربي حلب.
وكان اللافت للانتباه، الريبة والشكوك التي باتت تنتاب كثيراً من الناشطين وسكان الشمال، وسط اعتبار الناشطين أن الهيئة تحشد ومن خلال حملات التجنيد، للسيطرة مستقبلا على ريف حلب الشمالي.
وحول ذلك، قال مصدر من الشمال السوري لمنصة SY24، “أعتقد بأن تلك الخطوة تندرج ضمن خطوات سابقة للمشروع العسكري لهيئة تحرير الشام وذلك من أجل رفع الجاهزية القتالية من خلال استقطاب واستثمار العنصر البشري وتجنيدهم ضمن صفوفهم وذلك لسهولة عملية السيطرة على عقولهم من خلال حملات التجييش والتحشيد ضد من لا يعمل ضمن صفوفها ويرفض التوحد بين الفصائل مع مشروعها الذي بات مرفوضا شعبيا نظرا لسلوكياتها في الهيمنة على الجانب الاقتصادي واستثمار عوائد الضرائب والمعابر لتجنيد المزيد ضمن صفوفهم وسهولة استخدامهم في الخطوط الأمامية من الجبهات والحفاظ على مقاتليهم وأمنييهم بعيدا عن تلك الاشتباكات، وتكون الهيئة قد حققت أعلى مستوى من الهيمنة من خلال استثمارها لتوظيف المال في تحقيق أعلى المكتسبات لخدمة رؤيتها البراغماتية التي باتت ترهق معتنقي الفكر وانفض عنها الغالبية العظمى من الشيوخ إثر تلك الخطوات التي تخدم مشروع استدامة الصراع وبقاء النظام مشروع الهيئة دون حصول أي تقدم لطرف على حساب الآخر، لكن المتضرر الوحيد اليوم في مناطق نفوذ الهيئة هو أهالي إدلب وجميع النازحين الذين هجروا من سوريا إلى شمال غرب سوريا”.
ومؤخراً، بات العنوان الأبرز لما يجري في الشمال السوري هو محاولة الهيئة استغلال الأحداث سواء الاقتتال الداخلي بين الفصائل أو أي أحداث أمنية أخرى، من أجل التوسع والتمدد في مناطق لا تخضع لسيطرتها ومثال ذلك “جنديرس وعفرين”.
ويتهم ناشطون هيئة تحرير الشام بالحشد والتجييش الإعلامي لاتخاذ المواجهات بين الفصائل كذريعة للتدخل والتوغل في مناطق ريف حلب الخاضعة معظمها لسيطرة “الجيش الوطني السوري”.
وخلال شباط/فبراير الماضي، وعقب كارثة الزلزال المدمر الذي ضرب جنوبي تركيا وامتدت آثاره إلى الشمال السوري، تباينت الآراء والمواقف حول مدى استجابة هيئة تحرير الشام لكارثة الزلزال التي ضربت منطقة شمال غربي سوريا، بين من وجد أنها استجابة ضعيفة ولم تكن دون المستوى المطلوب وبين من وجد أنها سارعت للاستجابة بهدف بسط سيطرتها ونفوذها والظهور أمام المجتمع الدولي بمظهر مختلف من بوابة الإنسانية.