أفادت حسابات روسية على وسائل التواصل الاجتماعي، بمقتل ضابط روسي رفيع المستوى، وذلك خلال أدائه مهامًا قيادية في سوريا.
وذكرت مصادر متطابقة، أن الضابط الروسي الذي لقي مصرعه، قبل أيام، هو قائد القوات الخاصة الروسية وهو ضابط برتبة عقيد، مبينة أنه قتل جراء استهداف بري بقذائف نفذته هيئة تحرير الشام لمقر قيادة عمليات قوات النظام، على محور الجب الأحمر بريف اللاذقية الشمالي.
وقال مصدر من أبناء الشمال السوري لمنصة SY24، إن “عدة مواقع روسية أكدت مقتل الجنرال الروسي، أبرزها موقع VK الروسي عن بلدية بودبوروجي الروسية، وحساب ثاني يحمل اسم Подпорожская Правда أكد مقتله بهجمات صاروخي لما أسماهم المجموعات التخريبية في سوريا”.
ولفت إلى أنه قبل يوم واحد من مقتل الجنرال الروسي، تبنت الهيئة استهداف غرفة عمليات قيادة النظام على محور الساحل.
واعتبر أن الهيئة هي من تقف وراء استهداف الضابط الروسي، مشيراً إلى أن القصف الروسي على منطقة إدلب هو ردة فعل على مقتل الضابط والذي لقي مصرعه إثر إصابته.
والجمعة، استهدفت عدة غارات استهدفت قرى بريف إدلب الجنوبي، حيث طالت 4 غارات جوية قرية فليفل بريف إدلب الجنوبي، تزامناً مع قصف مدفعي استهدف محيط بلدة الفطيرة ومحيط قريتي القاهرة والسرمانية بريف حماة الغربي.
ونعت بلدية بودبوروجي الروسية، الضابط الروسي الذي يدعى “أوليغ فيكتوروفيتش بيتشفيستي”، وقالت إنه “كان يؤدي مهام قيادية في سوريا منذ عام 2020”.
ولفتت المصادر المتطابقة إلى أن الضابط الروسي شارك بمعارك الشيشان وأوسيتيا الجنوبية وانتقل إلى سورية عام 2020، مشيرة إلى أنه قد يكون قتل باستهداف هيئة تحرير الشام لإحدى النقاط العسكرية لقوات النظام في ريف اللاذقية.
بدوره، قال الناشط السياسي مصطفى النعيمي لمنصة SY24، إنه ” لا شك أن الفصائل الثورية تعمل على حماية المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية لكن الغالبية العظمى من العمليات العسكرية التي تشنها الفصائل تجاه المناطق القوات العسكرية والأذرع الداعمة لها تأتي في إطار العمليات الدفاعية وليست الهجومية، ولا أعتقد أن الأسلحة التي تمتلكها المعارضة السورية قادرة على الوصول إلى تحصينات القوات الروسية وذلك نظرا لأن القوات الروسية لا تتواجد في نقاط التماس خشية وقوع قتلى أو جرحى في صفوفها، وبالتالي سياق ما حصل يفتقد لعنصر مهم جدا والمتمثل بماهية المنطقة المستهدفة والمستهدفون، وهنا أرجح سيناريو أن من قام بتنفيذ العملية العسكرية التي استهدفت الضابط الروسي هم الإيرانيون نظرا لأنه عندما يكون هنالك خلاف روسي إيراني والنظام من جانب على تنفيذ عمليات عسكرية تجاه المعارضة تقوم روسيا بتعطيله وترفض تقديم الدعم اللوجستي والجوي للقوات المهاجمة وبالتالي تكون خسائر الميليشيات كبيرة، وروسيا لا تقوم بالدفاع عنهم فتلجئ إيران إلى قصف تموضع القادة الروس نظرا لأنهم الأقرب إلى المعلومة الدقيقة حول تموضع القادة الروس ومن ثم تتهم المعارضة السورية، وهذا ما أرجحه بعد متابعات حثيثة للكثير من العمليات العسكرية وتداعيات الاشتباكات البينية بين كافة الأطراف الموالية للنظام السوري”.
واعتبر أن هناك سيناريوهات أخرى لما جرى ومنها، أن تلك الضربات التي تقوم بها الفصائل عموما والهيئة خصوصا ربما قد تكون حقيقية لكن لا تبنى على جمع معلومات ورصد لتحركات قيادات الجيش الروسي، لكن بنفس التوقيت قد يكون أحد القادة العسكريين الروس قد قدموا إلى مناطق التماس لتقييم المشهد عسكريا لاتخاذ تدابير وقائية للتخفيف من سقوط القذائف الصاروخية تجاه خطوط التماس ومحيطها، وحصلت بالتزامن مع وصول القادة محاولات تسلل لعناصر الفرقة 25 وتم الرد على تلك المحاولة من قبل عناصر هيئة تحرير الشام، مما يسفر عن مقتل القيادات العسكرية الروسية في هذه المناطق.
أمّا السيناريو الثالث، حسب النعيمي، وهو ربما قد تكون الميليشيات قد قامت باستفزاز النقاط العسكرية التي تسيطر عليها هيئة تحرير الشام من خلال استهدافهم من محيط المناطق الذي تتواجد به القوات الروسية مما يتطلب ردا من قبل الهيئة، وبالتالي تحقق إيران الغاية من إشغال روسيا في الاشتباك وتبرير المطالبات بتجهيز الغطاء الجوي لتلك الأذرع الإيرانية التابعة لنظام الأسد، حسب تعبيره.
ويرى مراقبون أن هذه الخطوة ستؤدي إلى إشعال المنطقة بخروقات روسية مستمرة، لافتة إلى أن الهيئة ربما تدفع ثمن استهدافها للضابط الروسي وبالتالي سينعكس ذلك بشكل سلبي على حياة القاطنين من المدنيين في تلك المنطقة، حسب وجهة نظرهم.