عادت إيران للتهديد وتوجيه الرسائل من الساحة السورية إلى إسرائيل، وذلك عبر أذرعها العسكرية وميليشياتها.
وفي المستجدات، ادّعى مسؤول الشؤون الدولية بوزارة الدفاع وإسناد القوات المسلحة الإيرانية، العميد حمزة قلندري، وهو أحد القياديين في ميليشيا “الحرس الثوري” الإيراني، أن إيران تسعى لتقوية الدفاع الجوي للنظام السوري، وذلك بمختلف الطرق لتمكينه من مواجهة التهديدات.
وزعم أنه في ضوء نوعية التهديدات الجوية الموجهة ضد ميليشياتها في سوريا، فإن المساعي جارية لتقوية قدرات دفاع النظام السوري الجوي، باستخدام مختلف المنظومات ومنها متوسطة وبعيدة المدى والتي سيتم الإعلان عنها في وقتها اللازم، حسب ما نقلت “وكالة أنباء فارس” الموالية لطهران.
ولفت المسؤول العسكري الإيراني، إلى أن إيران وبدعم من دول أخرى بما في ذلك روسيا، تسعى لمساعدة النظام السوري في بسط السيطرة على جميع أنحاء سوريا حتى تعود إلى سابق عهدها واستقرارها.
وحول ذلك، قال الكاتب والمحلل السياسي أحمد مظهر سعدو لمنصة SY24، إن “هذا التصريح الإيراني يأتي في ضوء التهديدات الإسرائيلية الموجهة إلى طهران، نتيجة ازدياد تواجدها في الواقع الجغرافي السوري وكذلك توسيع النشاطات التي تقوم بها قوات الباسيج ضمن الأراضي السورية، لذلك فقد أتى تأكيد إيران بدعم وتقوية قدرات النظام السوري بمثابة رد إعلامي على كل تلك التهديدات، حيث إن الإيرانيين يتلقون الضربات تلو الضربات في سورية دون قدرتهم على الرد العسكري، وهم الذين يدركون مكانة إسرائيل لدى الأمريكان والغرب عموما والتعاون القائم أيضا بين روسيا وإسرائيل، علاوة على أن إيران ليس في منظورها هي أن تفتح أي حرب جدية ضد إسرائيل، من هنا فهي تقوم بذلك بالوكالة تارة عبر حزب الله وأخرى عبر النظام السوري من دون أن تتحول كل هذه المسائل إلى حرب حقيقية ضد إسرائيل، وإلا ماذا كانت تفعل كل تلك الأسلحة المتدفقة من طهران إلى سورية عبر عشرات السنين، وهل اليوم أفاقت إيران من نومها لتدرك كنه الخطر الإسرائيلي؟”.
وأضاف، أن السياسة الإيرانية كانت على الدوام حريصة على عدم إثارة واستفزاز الإسرائيليين وكان في مضمون سياستها وآخر همها ما تتحدث به أجهزة إعلامها من أن القدس يمكن أن تحررها قوات إيرانية.
وكان المسؤول العسكري الإيراني، لفت إلى أن النظام السوري يمتلك قدرات دفاع صاروخي ودفاع جوي، مشيرا في ذات الوقت إلى التهديدات التي يتسع نطاقها ضد هذا النظام، ومن أجل ذلك تسعى طهران لتقوية الدفاع الجوي التابع للنظام السوري بمختلف الطرق، وفق زعمه.
وحول ذلك قال أحمد مظهر سعدو، إن “كل ما نشهده من تصريحات ليس جديا ولا يعبر عن السياسة الحقيقية الإيرانية تجاه إسرائيل، بل إنها لعبة المصالح والتهديدات الإنشائية الشكلانية ولغة عض الأصابع لمن يتوجع أولا، لكن أبدا لن يكون بإمكان إيران التعدي على الإسرائيليين مباشرة”.
ومؤخراً، أنذرت مصادر عبرية من أن إيران وميليشياتها تعمل على إنشاء شبكة رادارات في سوريا، وذلك بهدف استخدامها كذراع إنذار ضد هجوم واسع لسلاح الجو الإسرائيلي على مواقعها في مناطق النظام.
ولفتت إلى أن الإيرانيين يعملون على تهريب بطاريات صواريخ (أرض- جو) إلى سوريا ومناطق متفرقة تحت سيطرتها، لتشكيل ذراع مكمل لجاهزية هجوم إسرائيلي في إيران.
ونهاية شباط/فبراير الماضي، أعلنت إيران وبشكل مفاجئ عن اتفاق عسكري جديد بينها وبين النظام السوري، يقضي بمنح النظام منظومة الدفاع الجوي الإيرانية التي يطلق عليها اسم “خرداد 15”.
وشهدت الأسابيع الماضية، استهداف سلاح الجو الإسرائيلي لمواقع تتمركز فيها الميليشيات الإيرانية سواء في كفرسوسة في دمشق، وبعدها في مطار حلب، وليس انتهاءً بقصف مواقعها في مصياف غربي حماة.