أطلقت مصادر محلية من الشمال السوري تحذيرات من أن هيئة تحرير الشام تسعى إلى تفتيت الصف، منذرين من المشاريع والمخططات التي يسعى لتنفيذها الجولاني في الشمال.
وأشارت المصادر المحلية إلى أن الهيئة ومن يدعمها ترغب في تعزيز التفتت الداخلي وتمزيق الصف والدخول في لعبة إفناء الذات سياسيا، مؤكدين أن هذا لا يستقيم إلا مع وجود أوامر خارجية للهيئة، حسب تعبيرها.
ولفتت المصادر إلى أن سياسة الهيئة واحدة وتتمثل في الاعتقالات، الخلافات على منفعة مادية، مشيرين إلى أن جميع المعتنقين لمسار الهيئة لا يقبلون أحد سواهم (معي أو ضدي) ويرون في هذا المسار توحيد للصف.
وتحدث آخرون عن مساعي الجولاني لضرب كل الفصائل العاملة في الشمال السوري، وما البدء بما يسمى “حزب التحرير” والذي لا شعبية تذكر له هو الآخر، إلا حجة للبدء بزعزعة استقرار المنطقة من قبل الجولاني وأذرعه الأمنية في الشمال السوري، معتبرين أن الأوامر جاءت للجولاني بضرب واعتقال الجميع، وفق وجهة نظرهم.
وحول ذلك قال أحد أبناء الشمال لمنصة SY24 (فضّل عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية)، إن لم يبقى صف لتفتته مع الأسف، وأنا أستغرب من التحذيرات، فالهيئة قسمت الفصائل لأعداء أو حلفاء وهذا الشيء تعزز وظهر للعلن بالهجوم الأخير لها على منطقة عفرين، وعلى إثر الهجوم انقسم الرأي الثوري إلى ثلاثة أقسام: الأول داعم لمواقف الهيئة بحجة توحيد الصف تحت قيادة واحدة، والثاني مضاد للأول ويعتبره مشروع خيانة للثورة وتسليم، والثالث يلوم الطرفين ويعتبر الصراعات صراعات إيديولوجية فكرية، لا ناقلة للثورة منها ولا جمل، فعن أي صف يتم الحديث؟”.
مصادر أخرى من الشمال ومن بينهم الناشط بلال الشيخ، أفادوا على منصات التواصل الاجتماعي بأنه “ليس للجولاني مشروع واضح سوى زرع المخالب في المناطق المحررة، المخلب العسكري والاقتصادي والأيديولوجي، وما دون ذلك فهي هرطقات وشعارات سرعان ما يكذبها الواقع”.
ولفتوا إلى أنه “قد تمتد سيطرة الجولاني لمناطق شاسعة وهذا ليس دليلاً على نجاحه، بل على فشلنا في زرع قواعد مشروع وطني واضح المحددات والأهداف”.
وتابعوا “سنرى في الأيام القادمة الكثير ممن سيروجون للجولاني ومنهم نخب كنا نعتبرها واعية، ولكن مع الأسف وقعت في مطب الواقعية الهشة بالتفضيل ما بين حال مناطق إدلب وشمال حلب، ضاربين بالمبادئ والقيم عرض الحائط، وهذا يجعل المهمة صعبة على عاتق الأحرار في إكمال المسير وتوعية الناس وإعلاء كلمة الحق”، حسب كلامهم.
ومؤخراً، نبّه الناشطون إلى أن الهيئة أضرت بالثورة والثوار، وأنه بعد التضحيات الجسام وبعد مئات آلاف الشهداء لا يمكن القبول بأي مشروع مستنسخ من رحم الاستبداد والظلم ومصنوع بأيدي مخابرات العالم مهما بلغ من القوة، فمبادئ الثورة فوق كل المشاريع، مؤكدين أنهم لن يؤيدوا إلا الحق ولن يؤثر على قرارهم إلا ضميرهم، حسب قولهم.
ويؤكد الناشطون أنه لولا الرماديين وأصحاب المصالح الشخصية لما وصلت الثورة إلى هنا ولما تمدد مشروع الهيئة، واصفين بأنه “مشروع الخيانة والعمالة المدروسة والممنهجة”، وفق قولهم.
ووجّه النشطاء سؤال إلى ما أسموهم “المخدوعين” مفاده “ما هي المناطق التي حررها الجولاني من بداية انطلاقة مشروع سيطرته على المحرر؟”، مضيفين أن جوابه ستجدون فقط المناطق التي سقطت وسلمت للأسد بعد سيطرة الهيئة.
وتابعوا بسؤال آخر “أين وعودهم وشعاراتهم بفتح المعارك والمناطق؟ أفضل ما تواجه به أهل الكذب هو تاريخهم “، وفق كلامهم.