قلل كثيرون من الترويج الذي تعمل عليه الماكينات والصفحات الإعلامية التابعة لهيئة تحرير الشام، وذلك فيما يخص التحضير لمعركة باتجاه حلب.
وحسب مصادر محلية من الشمال، فإن هيئة تحرير الشام بدأت بالترويج إعلامياً لمعركة نحو حلب، الأمر الذي أثار الكثير من التساؤلات ومنها: هل ستكون تلك المعركة مجرد معركة إعلامية؟ أم أن هناك تحركات جدية لتحرير حلب؟.
وأنذر كثيرون من المخططات التي يعمل عليها الجولاني، مشيرين إلى أن الجولاني لو كان يريد تحرير حلب لما خرج منها، ومن هنا فإن الجولاني يمهد لاقتحام المحرر ودخول ريف حلب الشمالي ومن ثم يجري مناورات بسيطة على حلب ثم يقول لم نستطع دخول حلب ولكننا نعد العدة ثم يأتي النظام وحلفائه بسيناريو جديد: (وجود تنظيمات إرهابية في إدلب وريف حلب)، وفق وجهة نظرهم.
ناشط سياسي من أبناء الشمال السوري (فضّل عدم ذكر اسمه) قال لمنصة SY24 تعقيباً على ما يتم الترويج له بخصوص تحضير الهيئة لمعركة باتجاه حلب، إن “التصريحات التي أدلى بها أبو محمد الجولاني قائد هيئة تحرير الشام باعتقادي غير واقعية، وذلك وفقا للمتغيرات الدولية في الملف السوري، وإن كان قادرا على خوض تلك المعركة دون دعم وإسناد خارجي أيضا يكون قد ارتكب خطأ فادحا”.
وأضاف أن طبيعة بنية الهيئة في سمته العامة يعتمدون على عنصر المفاجأة في استهداف خصومها، ولذلك من المبكر جدا الحديث عن قدرة الهيئة خوض تلك المعركة في ظل بقاء مناطق النفوذ الدولية على ماهيتها وعدم حسم ملف الحل السياسي في سوريا، وبالتالي نستنتج من تلك التصريحات بأنها للاستهلاك المحلي بعد انخفاض ثقة وشعبية الحاضنة الثورية بهم.
وتابع، أنه على الجانب العسكري فسلاح الجو الروسي ما زال حاضرا ولا يمكن تجاوزه، ولن يسمح لأي قوة السيطرة على محافظة حلب ما لم يكن هنالك ثمن لتلك الصفقة إن تمت، مبيناً أنه لا يرجح ذلك مطلقا في هذه المرحلة نظرا لزيادة تعقيد الملف السوري محليا وإقليميا ودوليا، وفق تعبيره.
ويطرح الترويج لمعركة حلب عن طريق الهيئة وأذرعها في المنطقة أسئلة أخرى من بينها: من سيدعم الجولاني في هذه المعركة؟، ومن الذي دفع الجولاني للحديث عن هذه المعركة وفي هذا التوقيت بالذات؟.
ناشط آخر من أبناء المنطقة (فضّل عدم ذكر اسمه) قال لمنصة SY24، إنه “حتى اليوم لا يوجد معطيات لا على الأرض ولا سياسيا تدل على معركة عسكرية كبيرة بحجم تحرير حلب، كل ما يتم الترويج له أظنه من إعداد استخبارات الدول المعنية بالشأن السوري، بهدف الضغط على النظام بأن هناك مسلحين في هذه البقعة قادرين على التحرك وقلب الطاولة في حال رفعنا الحصانة عنك إذ ما فكرت بالعصيان”.
وتابع أنه في كل مدة نشهد نفس التصريحات تتحدث إما عن حلب أو دمشق، في حين أن الظروف الدولية على أرض الواقع غير مواتية لمثل هذا التحرك، وجميعنا بات يعلم أن المعارك اليوم باتت مرتبطة بالتفاهمات الدولية فقط، وفق قوله.
ووسط كل ذلك، يؤكد كثيرون أن ترويج أذرع الجولاني لمعركة تحرير حلب هدفها اللعب على مشاعر الحاضنة الشعبية وخاصة البسطاء منهم، لاستمرار شعبيته ولإشغالهم عن الانتهاكات وحملات الاعتقال التعسفي التي تنفذها الهيئة في مناطق سيطرتها.