حذّرت تقارير غربية من أن تنظيم داعش يستخدم عملياته في وسط الصحراء السورية لتحييد القوات المناهضة له في مناطق رئيسية، مشيرة إلى أنه سيوسع تدريجياً مناطق هجومه إلى مناطق حضرية لإجبار السكان على دعمه.
كما ينذر مراقبون من الذين يطلق عليهم لقب “المنتقمون” أو “العائدون”، والذين يتبعون لتنظيم داعش وخلاياه النائمة، ومن محاولاتهم العودة وتشكيل تهديد جديد وخطر جديد في مناطق متفرقة من سوريا.
وترى التقارير الغربية ومنها ما هو صادر عن موقع criticalthreats، أنه من المرجح أن تبدأ جهود داعش للوصول إلى السكان في المناطق التي يعطيها النظام السوري أولوية أقل، مما سيمكن التنظيم من بناء الموارد تدريجياً لمواجهة أهداف أكثر صعوبة.
وأشارت إلى أن داعش يضغط بالفعل على المناطق الحضرية الرئيسية، وسيستخدم بالتأكيد قدرًا أكبر من حرية الحركة في وسط سوريا لتوسيع مناطق هجومه تدريجياً إلى مناطق حضرية في محاولة لإنشاء مناطق دعم له.
كما سيزيد داعش من جهوده للحصول على حرية الحركة من خلال الحد من قدرة النظام والقوات الروسية على الوقوف بوجهه، الأمر الذي سيسمح لداعش بالقدرة على توسيع الجهود لإجبار المناطق المأهولة بالسكان على التعاون معه.
وحول ذلك، رأى الناشط السياسي عبد الكريم العمر في حديثه لمنصة SY24، إنه “لا شك في أن هناك مجموعات لداعش أي مجموعات داعش الأساسية، ولكن هذه المجموعات لم يعد لها تأثير أو يمكن القضاء عليها من قبل التحالف الدولي”.
واعتبر أنه على ما يبدو لا تزال هناك حاجة لبعض الدول من أجل استمرار الواقع على ما هو عليه في سوريا.
وتابع “لا زلت أعتقد أن كل الأطراف التي تنتشر في عموم البادية تستخدم داعش ذريعة للبقاء والتحرك في تلك المنطقة، أي أن داعش تلك المنظومة الإجرامية الكبرى لم تعد موجودة، وإنما كل دولة إن كان إيران أو روسيا بالتحديد هي من تحرك خلايا داعش في تلك المنطقة لأهداف وغايات وصراع ما بين تلك القوى في هذه المناطق، لذلك موضوع توسيع التنظيم في هجومها إلى مناطق أخرى إنما يأتي في هذا السياق الذي لا يخرج عنه أساسا من أجل استمرار الصراع في سوريا”.
وبالعودة إلى التقارير الغربية، فإنها تُرجح أن يستخدم داعش الدعم المتزايد من سكان المناطق الحضرية للوصول إلى الموارد الرئيسية المطلوبة، وذلك لزيادة قدراته العسكرية في جميع أنحاء سوريا.
ويعتمد داعش حاليًا على خطوط اتصالات أرضية صغيرة الحجم وأقل موثوقية لجلب الدعم إلى وسط سوريا، وبالتالي فإن سكان الحضر سيتيحون لداعش وبشكل أفضل التزود بالخلايا وشن الهجمات الأكثر تعقيداً، وفق التقارير.
كما تتيح المناطق الحضرية لداعش فرصًا أكبر لاستغلال رأس المال البشري والمالي المطلوب لشن عمليات عسكرية واسعة النطاق، بما في ذلك ضد مرافق الاحتجاز وغيرها من الأهداف عالية القيمة.
وستكون آثار وصول داعش إلى هذه الموارد محسوسة على الفور في وسط سوريا، على الرغم من أن داعش سيحاول في النهاية توفير هجمات على مستوى أعلى في شمال شرق سوريا، بحسب المصادر ذاتها.