اندلعت اشتباكات وصفت بـ “العنيفة” بين مجموعة تابعة لميليشيا الفرقة الرابعة وأخرى تابعة لميليشيا الحرس الثوري الإيراني عند دوار السكرية بمدخل مدينة البوكمال الحدودية، استخدم فيها الطرفان الأسلحة الرشاشة والقنابل اليدوية، ما نتج عنه عدة إصابات في صفوفهم تم نقلهم إلى المراكز الطبية للعلاج، فيما دفعت ميليشيا الحرس الثوري بتعزيزات عسكرية إلى البوكمال وقامت بانشاء عدة حواجز عسكرية وبالذات بالقرب من المربع الأمني الخاص بها.
من جانبها، نشرت ميليشيا الفرقة الرابعة عدة دوريات عند مدخل مدينة البوكمال ومنعت حركة عبور السيارات والشاحنات المحملة بالخضار والمواد والسلع التجارية والغذائية القادمة من باقي المحافظات السورية، وأجبرتها على الانتظار لعدة ساعات وخاصةً تلك التي تعود ملكيتها لأشخاص موالين للميليشيات الإيرانية في المدينة، وسط تدقيق أمني على البطاقات الشخصية والأوراق الثبوتية.
الاشتباكات داخل مدينة البوكمال انتقلت هي الأخرى صوب مدينة ديرالزور حيث اندلعت اشتباكات “متقطعة” خلال ساعة متأخرة من الليل بين مجموعة تابعة لميليشيا الفرقة الرابعة وأخرى تتبع لميليشيا الحرس الثوري الايراني عند محطة وقود الدهموش بمدخل ديرالزور الغربي، وذلك بعد أن قام أحد عناصر ميليشيا الرابعة برمي قنبلة يدوية على سيارة تتبع لميليشيا الحرس أثناء مرورها من الحاجز، ما تسبب بوقوع عدة إصابات في صفوفها جرى نقلهم إلى المشفى الإيراني لتلقي العلاج وسط توتر كبير ساد المدينة.
مراسل منصة SY24 نقل عن مصادر متقاطعة قولها إن سبب الخلاف بين ميليشيات الفرقة الرابعة والحرس الثوري الإيراني يعود إلى محاولة الأخيرة نقل شحنة من السجائر وبعض المواد الغذائية القادمة من العراق باتجاه الداخل السوري دون أخذ موافقة قيادة الفرقة أو دفع إتاوات لها، ما دفعها إلى إيقاف الشاحنة ومنعها من العبور قبل أن يتطور الأمر إلى عراك بالأيدي تلاه إطلاق نار، إلى أن قامت قيادة ميليشيا الحرس بإعادة الشحنة إلى منطقة الهري تمهيداً لنقلها عبر الطريق العسكري الخاص بها.
المراسل تحدث عن منع الفرقة الرابعة جميع الشاحنات المحملة بالمواشي والقمح وغيرها من المواد الغذائية من عبور حواجزها باتجاه العراق، وقامت بإيقافها عند منطقة السكرية وأمرت عناصرها بتفتيشها بشكل دقيق بحثاً عن ما وصفتها بـ”المواد الممنوعة”، كما طالبت السائقين بشهادات منشأ وتراخيص بالمواد التي يتم نقلها وغيرها من “الإجراءات القانونية” قبل أن تسمح لها بالعبور بعد عدة ساعات.
فيما أشار المراسل إلى نجاح محاولات عدد من ضباط الأمن العسكري وأمن الدولة وبعض مسؤولي النظام والشخصيات المقربة منه لعقد صلح بين ميليشيا الفرقة الرابعة ميليشيا الحرس الثوري الإيراني واحتواء الموقف والحد من التوترات الأمنية التي حدثت في المدينة، وخاصة أن معظم الحواجز العسكرية المنتشرة في محيطها هي حواجز مشتركة لهما.
والجدير بالذكر أن ميليشيا الفرقة الرابعة تسيطر بشكل شبه كامل على كافة المعابر النهرية غير الشرعية مع مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية”، وتدير معظم عمليات التهريب للمواد الغذائية والسلع التجارية بالإضافة إلى تهريب المخدرات والممنوعات عبرها، بالتعاون مع ميليشيا الحرس الثوري الإيراني وميليشيا حزب الله اللبنانية والتي تعمل على توفير هذه المواد وإدخالها إلى المنطقة.
فيما تسيطر ميليشيا الحرس الثوري الإيراني على معظم مدن وبلدات ريف ديرالزور الشرقي وخاصة البوكمال الميادين والعشارة وتتخذها قواعد عسكرية خاصة بها في المنطقة، بالإضافة إلى إنشائها عدداً من المعسكرات التدريبية لمنسوبيها الجدد من أبناء المنطقة بالتعاون مع ميليشيا الفرقة الرابعة التي تعد جزءاً منها والتي يقودها ماهر الأسد شقيق رأس النظام السوري.