عثرَ الأهالي والجهات المحلية في مدينة الرقة شرقي سوريا، الأحد (22 نيسان/أبريل)، على مقبرة جماعية تضم رفاة أكثر من 450 قتيلًا مدنيًا، وذلك داخل ملعب “الرشيد” وسط المدينة الخاضعة لسيطرة قوات قسد.
وقال “أحمد الشبلي” المختص بتوثيق الجرائم والانتهاكات في مدينة الرقة: إن ما يقارب من 500 قتيل مدني تم العثور عليهم في مقبرة جماعية كبيرة داخل ملعب الرشيد في مدينة الرقة، مضيفًا أن 90% من الضحايا هم من المدنيين بينهم نساء وأطفال، وأن عملية انتشال جثث الضحايا استغرقت وقتًا طويلًا بسبب كثرة الأعداد.
وأضاف “الشبلي” في تصريح خاص لموقع سوريا24، أن تلك المقبرة الجماعية تضاف إلى عدد من المقابر السابقة التي تم اكتشافها في عموم محافظة الرقة.
ولم يتمكن الأهالي من التعرف على هوية الجثث كونُ أغلبها متفحم بالكامل، بحسب ما تحدث به “الشبلي” مرجحًا أن تكون الجثث قد مضى على دفنها نحو عشرة أشهر تقريبًا حينما بدأت معركة السيطرة على مدينة الرقة.
وكشف المصدر ذاته عن وجود نحو (114) نقطة موزعة ما بين منزل كبير وبناء مدمر يوجد بداخلها جثث لمدنيين، لافتًا إلى مطالبة الأهالي الجهات المعنية بضرورة رفع الأنقاض وإزالة الركام، معربًا في الوقت ذاته عن احتمالية وجود عدد من الجثث تحت الأنقاض لقتلى من المدنيين.
وقدّر “الشبلي” أعداد الجثث التي تم انتشالها في الستةِ أشهرٍ الماضية بما يقارب من 400 قتيل مدنيي من تحت أنقاض المنازل المدمرة في مدينة الرقة، في حين تم توثيق قرابة 1200 مدني مفقود منذ بدء الحملة العسكرية على مدينة الرقة في الشهر السابع من العام الماضي.
وأدى تأخر انتشال جثث الضحايا من تحت أنقاض الأبنية المدمرة إلى انتشار روائح الجثث في محيط تلك الأبنية وسط مخاوف من انتشار الأمراض بين سكان المدينة وخاصة الأطفال من جراء ذلك.
وقال “الشبلي” إن “روائح الجثث بدأت تنتشر في أغلب الأحياء في المدينة في حارة البدو والتوسعية ومحيط الملعب البلدي ودوار النعيم وحي هشام بن عبد الملك والمنصور وفي ملعب الرشيد، وأصبح انتشار الروائح في المدينة بكل مكان وهذا يشكل خطرًا كبيرًا ويتخوف من انتشار الأمراض بين قاطني المدينة”.
وحول الأسباب التي تقف وراء التأخر في انتشال الجثث من تحت المباني المدمرة أوضح “الشبلي” أن السبب يعود إلى قلة المعدات والآليات الثقيلة اللازمة لرفع الأنقاض لدى الجهات المحلية العاملة في المدينة.
من جهته توقع الناشط السياسي “عبد اللطيف الجاسم” في حديثه لموقع سوريا24، أن يتم اكتشاف المزيد من المقابر الجماعية خلال الفترة القادمة، مضيفًا أن “كل مغيب منذ سنتين أو ثلاث سنوات وإن كان وقتها في منطقة داعش ولم يعرف عنه أي خبر فأعتقد أن مصيره المقابر الجماعية”.
وأشار “الجاسم” إلى صعوبة التعرف على جثث الضحايا ممن يتم العثور عليهم في مقابر جماعية وقال: ليس بالإمكان توثيق الجثث كونها متفسخة وغير واضحة الملامح، فمنهم من يلبس لباسًا مدني ومنهم عسكري، وهناك جثث تم دفنها تعود لعناصر تابعة لنظام الأسد ممن تم أسرهم على يد داعش وتم دفنهم ضمن مقابر جماعية”.
ونوه إلى أن فترة وجود داعش شهدت انتشارًا كبيرًا للمقابر الجماعية كونه يوجد الكثير من الناس المختفيين قسريًا ولا يعرف مصيرهم وربما تعود تلك المقابر الجماعية لهم.
وكانت “صفحة الرقة تذبح بصمت” والتي تهتم بنقل أخبار محافظة الرقة على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، لفتت الانتباه عقب اكتشاف المقبرة الجماعية في “ملعب الرشيد” قبل يومين، إلى وجود مقابر جماعية تضم مئات الجثث في “البانوراما -حديقة الاستقلال -الحدائق الفرعية في حي ابن خلدون- باحة الجامع القديم- الحديقة المجاورة لمحطة القطار- الفروسية”.