أعلن المركز الثقافي الإيراني في مدينة البوكمال الحدودية عن افتتاح دورات تقوية مجانية لطلاب الشهادتين الإعدادية والثانوية ابتداءاً من يوم الاثنين المقبل، وذلك في مبنى معهد “الباسل” القديم في حي الجمعيات شمال المدينة والذي احتلته الميليشيات الإيرانية في وقت سابق ، عن طريق إرسال رسائل نصية إلى عناصرها ومنتسبيها وكل من يرغب بالحضور من أبناء المدينة.
وبحسب أهالي المدينة فإن الميليشيات الإيرانية تقوم في كل عام بافتتاح دورات تقوية مجانية لطلاب الشهادات في إطار سعيها إلى ضم أكبر عدد منهم إلى صفوفها، عبر إغرائهم برواتب مجانية وتقديمها هدايا تحفيزية لهم بهدف تغيير دينهم إلى الشيعية وضمان تعيينهم داخل مؤسسات الميلشيات الإيرانية الخدمية والطبية.
مراسل منصة SY24 نقل عن مصدر خاص داخل المركز الثقافي الإيراني قوله: إن إدارة المركز أكدت أنها بصدد مساعدة جميع الطلاب الذين يحضرون الدورات المجانية ويعلنون استعدادهم لاعتناق الديانة الشيعية، وذلك عبر إرسال أشخاص إلى مراكز الامتحان الخاصة بهم وفتح المجال لهم للغش في جميع المواد بالتعاون مع مسؤولي مديرية التربية في المدينة الموالين لطهران.
وأوضح المصدر، الذي رفض الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، أن قيادة المركز الثقافي الإيراني قامت بوضع خطة لمساعدة الطلاب الراغبين باعتناق الديانة الشيعية بهدف إرسالهم إلى الجامعات والمعاهد في دمشق وحلب وديرالزور وحمص على نفقتها الخاصة، مع إرسال المتفوقين منهم إلى جامعات طهران وبيروت لإكمال دراستهم هناك على نفقتها الخاصة وبشكل علني، في محاولة منها دفع أكبر عدد ممكن من الطلاب للالتحاق بهذه الدورات.
عدد كبير من أهالي مدينة البوكمال جددوا رفضهم إرسال أبنائهم إلى المراكز الثقافية الإيرانية والمؤسسات التابعة لها كونها جميعاً تعمل تحت هدف واحد ألا هو “تغيير ديانة أبناء المدينة عبر إغرائهم بالمال والمناصب والمخدرات”، في محاولة منها السيطرة ديموغرافياً على المنطقة وزيادة عدد معتنقي ديانتها فيها.
“علي عبدالمجيد”، من سكان مدينة البوكمال ووالد أحد طلاب الشهادة الإعدادية، أكد أن “من يذهب لحضور دورات التقوية المجانية التي تقيمها الميليشيات الإيرانية في المركز الثقافي هم من أبناء عناصرها المحليين وأيضا من الموالين لها والمستفيدين منها فقط لا غير، ولا يشكلون أكثر من 5% فقط من سكان المدينة الرافضين لوجودها ووجود النظام فيها”، على حد قوله.
وفي حديثه مع مراسل منصة SY24 في البوكمال قال: إن “فساد العملية الامتحانية في مدينة البوكمال بات أمراً عادياً مع قيام عناصر وقادة الميليشيات الإيرانية بالدخول إلى المراكز الامتحانية والطلب من المعلمين والمراقبين مساعدة بعض الطلاب والطالبات دون غيرهم، وتشديد الرقابة على بعض الطلاب الذين رفضوا بشكل علني حضور دورات التقوية كونها تعمل على تغيير ديانة الطلاب و تتلاعب بعقولهم”.
وأضاف أن “إيران تسعى جاهدة لاستمالة أهالي المنطقة إلى جانبها بالذات مع تنامي حالة العداء ضدها نتيجة التصرفات والممارسات التي تقوم بها ميليشياتها في المدينة، من ترهيب واعتقال واحتلال المنازل والأراضي الزراعية ورفضها إعادتها إلى أصحابها الشرعيين وغيرها من الممارسات التي دفعت عدداً من الشباب لإطلاق حركة مقاومة عسكرية لوجودها في المدينة، استطاعت أن تنفذ عدة هجمات نوعية ضد قواتها قتل فيها عدد كبير من منتسبيها المحليين والأجانب”.
وكانت الميليشيات الإيرانية قد أطلقت، طوال العام الدراسي، عشرات الدورات المجانية لطلاب الشهادتين الإعدادية والثانوية وأيضاً لعدد من طلاب الجامعات والمعاهد في مدينة ديرالزور والمدن والبلدات المحيطة بها، في محاولة منها تجنيد أكبر عدد ممكن من الشباب والشابات، وذلك عبر إعطائهم منح دراسية مجانية في جامعات طهران والهند شريطة اعتناقهم وذويهم الديانة الشيعية وإعلان ولائهم الكامل للقيادة الإيرانية.