شنت قوات النظام السوري حملات دهم واعتقال طالت العديد من المواطنين في مدن وبلدات الغوطة الشرقية بريف دمشق، بالتزامن مع قيامها بزيادة عدد الحواجز العسكرية على مداخل ومخارج تلك البلدات وأيضاً داخل الأسواق المحلية، مع تفتيش المارة بشكل دقيق وطلب البطاقات الشخصية والأوراق الثبوتية لهم وتوقيف عدد من المدنيين بتهم متعددة.
الحملات الأمنية استهدفت بلدات زبدين وديرالعصافير في الغوطة الشرقية، حيث تم تسجيل اعتقال خمسة مدنيين على الحواجز المشتركة المتواجدة على مداخل تلك البلدات، بالإضافة إلى زيادة عدد الحواجز العسكرية التابعة لميليشيا الأمن العسكري والأمن السياسي والشرطة المدنية في محيطها، وقيامهم بطلب مصدقات تأجيل الجيش من الشباب وحتى من طلاب الشهادة الثانوية وذلك أثناء بحثها عن المتخلفين عن تأدية الخدمة الإلزامية.
وأكد مراسل SY24 في الغوطة الشرقية، أن الحملة الأمنية التي أطلقتها قوات النظام وأجهزته الأمنية مستمرة منذ يوم الخميس الماضي، ما دفع عدد كبير من الأهالي إلى الامتناع عن الخروج إلى الشوارع والمناطق التي تتواجد بها قوات النظام واقتصار تحركاتهم على الأحياء السكنية والأزقة الفرعية، واتجاه الأهالي إلى شراء مستلزماتهم من البقالات الصغيرة المتواجدة فيها مع اعتماد شبه كامل على الأطفال في جلب حاجياتهم اليومية خوفاً من تعرض الشباب للاعتقال.
المراسل أشار إلى قيام عناصر الحواجز العسكرية على مداخل بلدتي زبدين ودير العصافير بمصادرة عدد كبير من الدراجات النارية التي تعود إلى مدنيين، بالرغم من وجود أوراق رسمية تثبت ملكيتهم لها، بالإضافة إلى لوحات حكومية مسجلة لدى شرطة المرور، وسط معلومات عن نية عناصر هذه الحواجز إعادتها إلى أصحابها بعد دفع مبالغ مالية لهم.
وفي سياق آخر، ما تزال قوات النظام تمنع المدنيين من العودة إلى الأحياء والمناطق التي أعادت السيطرة عليها بعد انسحاب فصائل المعارضة السورية منها ضمن اتفاق خفض التصعيد منذ أكثر من أربع سنوات، الأمر الذي أثقل كاهل أهالي تلك المناطق خصوصاً مع ارتفاع إيجارات المنازل وقيام الأجهزة الأمنية بالتضييق على سكان تلك المناطق وتنفيذ حملات اعتقال بحقهم بشكل متكرر وإجبارهم على العيش في أحياء معينة من العاصمة دمشق.
وبحسب مراسلنا في دمشق، فإن قوات النظام اعتقلت رجل في العقد الخامس من العمر وذلك بعد دخوله إلى منزله في حي القدم جنوب العاصمة، بهدف الاطمئنان على وضعه وإخراج بعض الحاجيات الشخصية منه والتأكد من حالة المنزل من أجل العودة للسكن فيه مع عائلته حال سماح النظام لهم بذلك.
وذكر المراسل أن دورية تابعة لميليشيا الأمن العسكري قامت باعتقال الرجل بعد دخوله الحي على متن دراجة نارية يملكها وذلك أثناء تجولها بين المنازل المدمرة بغرض سرقة ما تبقى من محتوياتها، وقامت بتوجيه تهمة “الدخول إلى الحي بشكل غير قانوني وعدم حصوله على إذن مسبق منهم”، ليتم نقله بعدها إلى قيادة الفرع في العاصمة دمشق واحتجازه هناك.
وتعد أحياء القدم ومخيم اليرموك والحجر الأسود جنوب العاصمة دمشق من أكثر أحياء العاصمة دماراً، وذلك بسبب تعرضها للقصف من قبل قوات النظام طوال 7 سنوات من سيطرة فصائل المعارضة السورية عليها ومن بعدها سيطرة تنظيم داعش، الذي بقي فيها إلى حين خروجه منها مع عائلات مقاتليه في صفقة وصفت بـ “المشبوهة” مع قوات النظام والقوات الروسية، والتي سمحت له بالذهاب باتجاه حوض اليرموك في محافظة درعا وأيضاً باتجاه البادية السورية التي ما زالت خلايا التنظيم تتمركز فيها إلى الآن.