دق برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة ناقوس الخطر، محذراً من “خطر الجوع” الذي سيلقي بظلاله على مئات آلاف السوريين داخل سوريا، بينما أنذر فريق منسقو استجابة سوريا من الانزلاق إلى مجاعة كبرى شمال سوريا.
وفي التفاصيل، ذكر برنامج الأغذية العالمي أن الملايين في سوريا سيواجهون في شهر تموز/يوليو من هذا العام خطر الجوع.
وأضاف البرنامج أنه سيضطر إلى قطع المساعدات لما يصل إلى 2.5 مليون شخص، ويعد هذا حوالي نصف عدد الأشخاص الذين يتم مساعدتهم، مؤكدا أن الاحتياجات أصبحت هائلة والتمويل العاجل أمر بالغ الأهمية.
من جانبه، أعرب فريق منسقو استجابة سوريا عن قلقه من إجراءات تخفيض المساعدات عن 2.5 مليون مستفيد في سوريا من أصل 5.5 مليون مستفيد من عمليات البرنامج، لافتا إلى أنها أكبر عملية تخفيض يقوم بها البرنامج على مستوى سوريا منذ سنوات.
واعتبر أن التخفيض الأخير لا يتناسب مع تقييم الاحتياجات الإنسانية في سوريا، وسيدفع مئات الآلاف من المدنيين إلى مستويات جديدة من الفقر والجوع، عدا عن العجز الأساسي لعمليات الاستجابة الإنسانية والذي وصل إلى مستويات إلى مستويات قياسية.
وحذّر الفريق كافة الجهات الإنسانية من استمرار عمليات التخفيض في المساعدات الإنسانية، كما حذّر الفريق من الانزلاق إلى مجاعة كبرى لا يمكن السيطرة عليها.
وطلب الفريق من كافة الجهات الدولية العمل على زيادة الدعم المقدم للمدنيين، وخاصة في ظل الوضع الاقتصادي المتردي في شمال غرب سوريا، وعدم قدرة الآلاف من المدنيين تأمين احتياجاتهم الأساسية من الغذاء، إضافة إلى المناطق الأخرى التي يسيطر عليها النظام السوري.
وجدد الفريق المطالبات بضرورة إجراء عمليات تدقيق واسعة في مناطق النظام السوري الذي يمول الآلة العسكرية بشكل هائل من مساعدات الأمم المتحدة، عبر شركاء معتمدين من النظام السوري (الهلال الأحمر السوري، الأمانة السورية للتنمية).
وفي هذا الجانب، قال مأمون سيد عيسى المهتم بالشأن الإغاثي والطبي في الشمال السوري لمنصة SY24، هناك 3.3 مليون شخص في شمال غرب سوريا يعانون من انعدام الأمن الغذائي وفق تقارير الأمم المتحدة في عام 2023.
وأضاف، فوجئنا عن حديث حول إجراءات حذف أكثر من 2.5 مليون مستفيد في سوريا من المساعدات الغذائية، خاصة مع وجود قرار سابق لبرنامج الأغذية العالمي بتخفيض السلة الإغاثية للمرة السادسة.
وأشار إلى أن هذا الإجراء سوف يدفع السوريين في المنطقة للوقوع في براثن الجوع، وسوف يزيد حالات سوء التغذية خاصة لدى الفئات الهشة ومنها الأمهات الحوامل والمرضعات وذوي الإعاقة، وسوف يدفع الجوع إلى زيادة الجرائم وبالتالي المزيد من الفوضى في سوريا، حسب كلامه.
وزاد قائلاً “يبدو أن الحرب الأوكرانية الروسية ومؤخرا الحرب الداخلية في السودان كان لها دور في انخفاض المساعدات الإنسانية للمنطقة، حيث سببت هذه الحروب كوارث إنسانية كبيرة نتاجها ملايين اللاجئين، وبالتالي سببت نقص في حصة سوريا من المساعدات الإنسانية، ويبدو أنها كانت وراء هذه القرارات”.
ومطلع العام الجاري، ناشدت الأمم المتحدة العالم للعمل على تجنب كارثة إنسانية في سوريا التي تشهد أعلى مستويات للجوع منذ 2011، وذلك عن طريق المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ديفيد بيزلي.
وقبل أيام، أعربت “آن سنو” الممثل البريطاني الخاص لسورية عن قلقها مع قرب انتهاء آلية إدخال المساعدات إلى الشمال السوري عبر معبر “باب الهوى”، مؤكدة أن سكان تلك المنطقة بحاجة ماسة للمساعدات الأممية.
ومطلع العام الجاري 2023، مدد مجلس الأمن الدولي من جديد ولمدة ستة أشهر إضافية الآلية العابرة للحدود لإدخال المساعدات الإنسانية، بالتزامن مع فشل روسيا في إشهار “الفيتو” في وجه هذا القرار.