يواصل ما يسمى “الذباب الإلكتروني” التابع لهيئة تحرير الشام، التجييش والتحشيد للترويج لمتزعم الهيئة أبو محمد الجولاني، زاعمين أنه “صاحب أفضل مشروع ثوري”.
ويرى المؤيدون للهيئة، أن مشروع الجولاني يخدم الثورة السورية، في تجاهل واضح لحالة الرفض الشعبي للهيئة وتواجدها في الشمال السوري نظرا للانتهاكات والأخطاء والتجاوزات التي تمارسها.
ولم يقتصر الأمر على الترويج للجولاني ومشروعه، بل تصر هذه الأذرع على أن كل من يخالف هذا المشروع هو عميل لإيران والأسد، وفق تعبيرهم.
وأضافوا أن “الجولاني صاحب أفضل مشروع ثوري، ورجال الهيئة المجاهدون الحقيقيون لهذه الثورة”.
وحول ذلك، قال أحد أبناء الشمال السوري (فضّل عدم الكشف عن اسمه) لمنصة SY24، إنه “من السذاجة أن يعتقد القائمون على إدارة هذه الحسابات بأن الشعب الثائر في المناطق المحررة بعد 12 عاما، من السهل أن ينجر خلف هذه الحملات الترويجية لأشخاص انقطع الشك باليقين بأن مشروعهم لا يتقاطع مع مصالح الثورة، وإنما يخدم مصالح و أجندات استخباراتية لدول متحكمة بالملف السوري”.
وأضاف “قد يكون الجولاني صاحب أفضل مشروع.. نعم، لكن ثوري؟، لا تزال صورة علم الثورة تحت أقدام مقاتلي الهيئة مزروعة في أذهاننا، وإن كانت ذاكرتنا كذاكرة السمك، فالصورة موجودة عبر محركات البحث ومواقع التواصل الاجتماعي”.
وأكد أن “مشروع الهيئة لا يختلف عن مشروع قسد شرقي سوريا، ولا نستبعد تلاقيهما بالزمن القريب لتحقيق أهداف مشتركة في تكريس مشروع تقسيم سوريا”.
ولا يعتبر الترويج للهيئة من “ذبابها الإلكتروني” وليد اللحظة، بل منذ أواخر العام 2022، بدأت أذرع الهيئة بالترويج إلى أن “الهيئة تمشي في المحرر وفق مشروع ثوري مدني خدماتي عسكري تسعى من خلاله للوصول إلى الاستقلال الذاتي”، محاولين في ذات الوقت الضرب بفصائل المعارضة وخاصة فصائل الجيش الوطني، معتبرين أنها “تمشي وفقا لمصالح الداعم، وأن لديها مشاريع خاصة خارج المحرر وتعمل بأجندة خارجية”.
كما تحاول الأطراف الداعمة للجولاني في الشمال، الإدعاء أيضاً بأن الهيئة تدعو وتقوم بخطوات جدية لتحقيق الوحدة وقيام مشروع ثوري حقيقي يمثل الثورة عسكريا وسياسيا، وقد صرّح قادتها استعدادهم للجلوس مع أي أحد، ولكن هناك من لا يريد هذا المشروع أو التماشي مع ما تسعى إليه، وفق وجهة نظرهم.
ومقابل كل ما ذكر، يخرج الرافضون لمشروع الجولاني ومخططاته للتأكيد، على أنه لا يمكن التوحد مع مشروع الجولاني أو “مشروع المخابرات”، وفق وصفهم، لافتين كذلك إلى أنه لا يمكن التوحد مع الذي قتل آلاف المجاهدين وفي سجونه الآلاف، والذي استأصل أكثر من ٢٣ فصيل ثوري.
وختموا بالتأكيد على أن “موتنا وموت اطفالنا خيار مرحب به والتوحد مع الجولاني خيار مرفوض، ومن يقبل به خائن للثورة والشعب”، حسب كلامهم.