وصف عدد من المراقبين نشر القيادة المركزية الأمريكية مقاتلات F22 في الشرق الأوسط، في أعقاب السلوك غير الآمن من الطائرات الروسية بـ “الخطير”.
وأكد المراقبون أن هذه الخطوة تأتي في إطار الحرب الباردة بين واشنطن وموسكو على الأرض السورية، لافتين إلى أن هذا التطور قد ينبئ بتطورات مفصلية على الأرض السورية.
وتشمل مسؤولية القيادة المركزية للولايات المتحدة منطقة الشرق الأوسط بما في ذلك سوريا، ومصر في إفريقيا وآسيا الوسطى وأجزاء من جنوب آسيا، لكن البيان الأمريكي كان يقصد سوريا تحديدا.
وحول ذلك قال الكاتب والباحث السياسي حسام البرم لمنصة SY24، إن “سوريا هي عامل أساسي، واليوم بؤر التوتر والنقاط التي تتواجد فيها روسيا هي سوريا، وبالتالي أهمية سوريا بالنسبة لروسيا هي مسألة أمن قومي، ولذلك كان هناك اتفاقية عمرها أكثر من 70عاماً مع حافظ الأسد لبقائهم في المياه الدافئة مقابل بقاء الأسد في الحكم”.
وأضاف أن “الأمريكان يدركون جيدا أن النفوذ الروسي في الشرق الأوسط يبدأ من سوريا، وبالتالي النفوذ الروسي يتوسع بالمنطقة في حين يقوم الجانب الأمريكي بالتصدي لهذا النفوذ”.
ورأى أن ما يجري هو نوع من أنواع الحرب الباردة الجديدة بين الطرفين، من خلال تحريك المياه الراكدة سياسيا من ناحية دعم حلفائهم ومن خلال نشر الأسلحة ومن ناحية التدخل في بعض الملفات، وبالتالي سوريا هي دولة محورية في المنطقة، والتي يتواجد فيها قواعد عسكرية تنطلق منها كل التحركات الروسية”، لافتا إلى أن بشار الأسد نفسه بات يدعو في خطاباته وآخرها في الجامعة العربية للالتفاف حول المحور الروسي، وفق تعبيره.
وتداولت مصادر متطابقة بياناً عن القيادة المركزية الأمريكية “سنتكوم” نشر على موقعها الإلكتروني جاء فيه “قام سلاح الجو الأمريكي بنشر تلك المقاتلات في منطقة مسؤولية القيادة المركزية الأمريكية (في سوريا)، وذلك في إطار الاستعراض المتعدد الجوانب للدعم والقدرة الأمريكية في أعقاب ما وصفه “السلوك غير الآمن وغير الاحترافي والمتزايد من قبل الطائرات الروسية في المنطقة”.
وأواخر نيسان/أبريل الماضي، أفاد مسؤولون أمريكيون أن المُقاتلات والمسيّرات الروسية تتحرش بوتيرة متزايدة بنظيرتها الأميركية في أجواء سوريا، في حين حذّر مراقبون من تفجّر الأوضاع بين الطرفين على الأرض السورية.
وذكر المسؤولون الأمريكيون، حسب ما نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، أن الطائرات الحربية الروسية المسلحة انتهكت مراراً الاتفاقات القائمة منذ فترة طويلة مع الولايات المتحدة على مدار الشهرين الماضيين، من خلال التحليق الخطير بالقرب من المقاتلات الأميركية فوق سوريا وفوق القوات العاملة في البلاد.
ونهاية أيار/مايو الماضي، حذّر مهتمون بالملف السوري من الاتهامات التي توجهها روسيا لأمريكا والذي وصفته بـ “الأمر الخطير”، والمتمثل بتدريب تنظيم داعش لشن هجمات في الأراضي الروسية، لافتين إلى أن موسكو سترد بتحريك ملف إدلب عسكريا للضغط على فصائل المعارضة وقوات قسد.