تصدرت الأخبار المتعلقة بالتعزيزات التي تم رصدها باتجاه الشمال السوري لقوات النظام السوري واجهة المشهد في المنطقة، وسط تباين الآراء وردود الفعل حول وجهتها أو الهدف منها.
وتأتي تلك التعزيزات عشية الجولة الـ 20 من اجتماعات أستانا، التي انطلقت اليوم الثلاثاء، والتي تجمع وزراء خارجية روسيا وإيران وتركيا والنظام السوري.
وكان اللافت للانتباه الترويج المكثف من قبل ماكينات النظام الإعلامية والعسكرية، بتوجه أرتال وتعزيزات من اللواء 105 إلى الشمال السوري، وسط التلميحات إلى معركة مقبلة، الأمر الذي استبعده ناشطون ومراقبون.
وأظهرت صور نشرتها عدد من وسائل التواصل الاجتماعي تعزيزات لقوات النظام محملة بالآليات الثقيلة والعناصر وهي في طريقها إلى الشمال.
وادّعت تلك الماكينات أن وصول التعزيزات العسـكرية يتزامن مع تواصل التصعيد من صائل المعارضة على خطوط خفض التصعيد شمالي سوريا.
ولفتت المصادر إلى أن مناطق الشمال تشهد تصعيداً ميدانياً كبيراً، مرجحة أن تشهد مناطق الشمال السوري سيناريو ميداني مشابه لسيناريو استعادة قوات النظام لطريق M5.
وطريق الـ M5 هو طريق سريع استراتيجي يبدأ في جنوب سوريا، بالقرب من الحدود مع الأردن، ويقطع البلاد ممتداً حتى الشمال إلى مدينة حلب، بالقرب من الحدود التركية.
وحول ذلك قال أحد أبناء الشمال السوري لمنصة SY24، إنه “بين الفينة والأخرى يتم نشر مثل هذه الصورة مرة للحرس الجمهوري ومرة للفرقة 11، وبالتالي هذه الأخبار تندرج وفق أحد أمرين: الدعاية والترويج على قدرة الجيش على خوض المعارك في وقت يطالب فيه من يؤدون الخدمة الإلزامية بالتسريح، أو قد يكون تبديل القوات الدوري الذي تجريه كل الجيوش سواء في فترات الحرب أو السلم”.
واستبعد مصدرنا أن تكون تلك التعزيزات بهدف شن عمل عسكري لأسباب كثيرة أهمها: وضع النظام السياسي والعسكري حاليا، والنقص البشري في قواته، وحفاظ الدول المتدخلة في سوريا على خطوط التماس الحالية، وفق تعبيره.
ولم تكتف ماكينات النظام بنشر الأخبار المتعلقة بالتعزيزات، بل زعمت أن هدف هذه القوات هو “الحسم”.
وادّعت أن تحرك اللواء 105 بالحرس الجمهوري له دلالات كثيرة، أهمها أن هذا يدل على أن الحدث شمالا جلل والتحرك جاء لمنع خطط خبيثة لتهديد حلب، مشيرة إلى أن القوات التي اتجهت نحو الشمال هي قوات إضافية وجميع القوات المتواجدة سابقا شمالا موجودة ومتمركزة بمواقعها، وفق تعبيرها.
ناشط آخر من أبناء الشمال قال لمنصة SY24، إن “الأرتال بالفعل تحركت باتجاه الشمال، وتضم دبابات وآليات، لكنها ليست قوات قتال بقدر ما هي قوات صورية، يرتبط تحركها باجتماع أستانا، لأن التركي ينوي مناقشة ملف تل رفعت ومنبج، والتي يبدو أن النظام يوافق التركي على تحريرهما لكن بشرط أن تبقى السيطرة لقواتها ومؤسساته، وهذا ما رفضه التركي، لأن لتركيا هدفين، الأول تطهير الحدود، والثاني وهو لا يقل أهمية عن الأول، تأمين عودة مليون سوري من اللاجئين، وبالتالي بسيطرة النظام لا يمكن أن يتوفر البند الثاني”.
وتابع “على جميع الأحوال، القوات صورية كما ذكرنا للاستعراض ووجهتهم محيط تل رفعت ومنبج، وقد توزعوا على الريف الغربي والشمالي والشرقي، وهذا ما اختلف عليه المراصد، لان كل مرصد لديه راصد في مناطق النظام وكل راصد أعطى بالفعل معلومات صحيحة ولكن ليست كاملة عن موضوع تفرق الرتل لأرتال بعد وصوله إلى ريف حلب”.
وبالتزامن مع كل تلك الأحداث، عاد الطيران الروسي لتنفيذ الخروقات بحق القاطنين في الشمال السوري.
وذكر الدفاع المدني السوري، اليوم، أن غارات جوية روسية استهدفت مزرعة فيها بناء سكني طابقي، وأخرى فيها منزل سكني، وتجمع لأبنية غربي مدينة إدلب، ما أدى لدمار كبير في الأبنية واندلاع حريق صغير بأعشاب يابسة قرب مزرعة لتربية الدواجن، كما استهدف قصف مدفعي من قوات النظام مناطق جبل الزاوية جنوبي إدلب.