عادت قصص فرار سجناء داعش من سجون قسد شرقي سوريا إلى الواجهة من جديد، ليُطرح السؤال الأبرز كيف تنجح تلك المحاولات وإلى أين يفر هؤلاء العناصر.
وحسب أبناء المنطقة الشرقية، تمكن 10 سجناء من عناصر داعش، قبل يومين، من الفرار من سجن تديره قسد بريف دير الزور الغربي.
وأضافوا أن سجناء داعش استطاعوا الفرار من سجن بلدة الكسرة غربي دير الزور، إلى جهة مجهولة.
بعض المصادر الأخرى من المنطقة الشرقية، لفتت الانتباه إلى أن قسد تمكنت من إلقاء القبض على 3 من الفارين، مبينة أن السجناء فروا عبر بوابة السجن الرئيسية، وسط الشكوك بأن هناك اتفاقا مع حراس السجن.
وحول ذلك قال الخبير الاستراتيجي العقيد أحمد حمادة لمنصة SY24، إن “قسد تستخدم عناصر داعش الذين ألقت القبض عليهم ووضعتهم في سجون مختلفة، تستخدمهم كأداة، وذلك لتبرر بأنها بالفعل تقوم بمحاربة هذا التنظيم، وكذلك تستخدمهم في إعادة تدويرهم عن طريق بعض الشخصيات المؤثرة في المنطقة وبالتالي الابتزاز المالي.
وأضاف، أنه ربما فرارهم من السجن يتم بالتواطؤ مع بعض العناصر المحسوبة على قسد لقاء مبالغ مالية أو لقاء أمور يتم استخدامهم من خلالها، وهذا ما رأيناه في سجن غويران في الحسكة وغيرها من مراكز الاعتقال”.
وقبل أيام، تمكن 25 سجينا متهماً بالانتماء إلى داعش، من الفرار من سجون الشرطة العسكرية في مدينة رأس العين شمالي الحسكة، معظمهم من الجنسية العراقية.
ومنتصف أيار/مايو الماضي، شهد سجن الرقة المركزي استنفاراً أمنياً للقوات المتواجدة بداخله، على خلفية الحديث عن تهديدات أمنية تستهدف السجن والمنطقة التي يتواجد فيها، في حين يشعر الأهالي القاطنون بالقرب من سجن الرقة المركزي بخوف وقلق كبيرين، وذلك من تكرار سيناريو مشابه لما حصل في سجن غويران مطلع العام 2022، عقب شن التنظيم هجوماً مسلحاً كان من أبرز التطورات الأمنية التي شهدتها الحسكة.
من جهته، قال الصحفي نورس العرفي لمنصة SY24، إنه “لا نستطيع أن نسمي ما يحدث في سجون قسد هو عمليات هروب، بل هي عمليات تنسيق وعمليات شراء تتم مع بعض عناصر قسد لتسهيل عمليات الفرار بعد قبضهم الأموال مقابل ذلك”.
وعن الوجهة التي يفر إليها عناصر داعش بعد هروبهم من سجون قسد، أوضح العرفي أن عناصر داعش إن كانوا من أهل المنطقة أو من السوريين فلهم أقارب يتوجهون إليهم، وإن كانوا من خارج سوريا فإنه يتم الاتفاق مع بعض عناصر قسد على عملية تأمينهم حتى بعد فرارهم، وفق وجهة نظره.
ومطلع العام الجاري شهد “سجن الصناعة” أحداثاً أمنية متلاحقة عقب شن عناصر تتبع لـ “داعش” هجوماً على السجن بالتزامن مع استعصاء نفذته العناصر المحتجزة فيه، وسط اندلاع اشتباكات استمرت عدة أيام مع قوات “قسد”.
وأوضحت المصادر حينها أن الهجوم بدأ بتفجير سيارة مفخخة بالقرب من باب السجن المتاخم لمؤسسة “سادكوب”، ما أدى لانفجار خزانات وقود داخل المؤسسة إضافة إلى أنباء عن مقتل 5 مدنيين كانوا بالقرب من مكان الانفجار.
وتحدثت مصادرنا وقتها، عن فرار 22 عنصراً من عناصر التنظيم من داخل السجن، بالتزامن مع كل تلك الأحداث.