تشهد الأسواق المحلية في مدينة القامشلي حركةً تجاريةً ضعيفة عقب اضطرار العديد من أصحاب المحلات والفعاليات إلى إغلاق محالهم أو تحويل أعمالهم إلى أخرى لا تعتمد على الطاقة الكهربائية، وذلك نتيجة الانقطاع المستمر للتيار في المدينة وغلاء ثمن الكهرباء القادمة عبر المولدات الخاصة “الأمبيرات” مع عدم قدرة أكثر من 90% من أهالي المدينة على تحمل تكلفة استخدامها.
الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي أجبر العديد من أصحاب المعامل والمهن التي تعمل بالكهرباء على الإغلاق بشكل تام أو العمل بشكل جزئي ولساعات قليلة في اليوم، وذلك لتجنب الخسائر الناجمة عن انقطاع التيار وأيضاً عن ارتفاع اسعار الكهرباء البديلة، الأمر الذي أثر بشكل مباشر على السوق المحلي وعلى المواطنين الذين باتوا يضطرون للذهاب مسافات طويلة لشراء حاجاتهم من تلك السلع.
“رودي صالح”، صاحب بقالية صغيرة في حي الزهور جنوبي المدينة، أشار إلى رفضه بيع المثلجات والآيس الكريم وغيرها من المأكولات الباردة بالرغم من المرابح الكبيرة التي يحصلها عادة من بيعها، وذلك نتيجة انقطاع التيار الكهربائي عن المدينة بشكل شبه دائم وعدم قدرة الأمبيرات على سد النقص من الطاقة، الأمر الذي قد “يسبب تلف تلك المواد وخسائر إضافية تضاف إلى خسائره المادية”، على حد وصفه.
وفي حديثه مع منصة SY24 قال: إن “البضائع الباردة والمثلجات والعصائر والثلج وغيرها من المواد الغذائية الصيفية تدر علينا أرباحاً خلال فترة ارتفاع درجات الحرارة، ولكن انقطاع التيار الكهربائي قد يسبب ذوبان تلك السلع وتلفها، كما أنه يؤدي إلى تلف بعض المواد الأخرى مثل الألبان والأجبان واللحوم والمعلبات وغيرها من السلع المتداولة في السوق، ولهذا اتجه عدد كبير من أصحاب البقالات الصغيرة للاستغناء عن تلك السلع والاتجاه لبيع المواد التموينية العادية كالأرز والعدس والبرغل وغيرها من المواد التي لا تحتاج لكهرباء”.
وأضاف “نضطر أحياناً لدفع مبلغ نصف مليون ليرة سورية مقابل الحصول على الكهرباء من المولدات الخاصة ولوقت محدود لا يتجاوز الـ 8 ساعات في اليوم، ما يؤثر بشكل مباشر على أسعار المواد التي تعتمد على الطاقة بشكل قد لا يستطيع المواطن العادي تحمل تكلفتها وربما يسبب خسائر إضافية لنا”.
انقطاع التيار الكهربائي لا يؤثر فقط على أصحاب الفعاليات التجارية في مدينة القامشلي الخاضعة جزئياً لسيطرة “قوات سوريا الديمقراطية”، بل يؤثر أيضاً على المواطنين العاديين الذين اضطر عدد كبير منهم للعيش في ظلام دامس أو على ضوء الشموع بسبب عدم قدرتهم على تحمل تكلفة الاشتراك في الأمبيرات أو شراء ألواح الطاقة الشمسية الباهظة الثمن، والتي تصل قيمتها السوقية لأكثر من 300 دولار أمريكي للوح الواحد.
تقول السيدة “نيفين العلي” لمنصة SY24، إن “عائلتها حاولت جمع ثمن ألواح الطاقة الشمسية لاستخدامها في إنارة المنزل وتشغيل بعض الأجهزة الكهربائية ومروحة صغيرة في فصل الصيف إلا أنهم لم يستطيعوا شراءها بسبب تكلفتها الباهظة، ما اضطرهم للاستغناء عن بعض المواد الغذائية التي تحتاج للتبريد و العيش على ضوء الشموع والكشافات الضوئية التي يتم شحنها خلال الفترة التي تعمل فيها الكهرباء النظامية”، على حد قولها.
والجدير بالذكر أن مشكلة الطاقة الكهربائية تعد من أكثر المشاكل التي يعاني منها سكان مناطق “الإدارة الذاتية” في شمال شرق سوريا، مع عدم قدرة مؤسساتها على إصلاح الأعطال أو توفير الطاقة لجميع سكان المنطقة بالرغم من سيطرتها على كبرى حقول النفط والغاز في البلاد، وتواجد العديد من المشاريع الكهربائية وبالذات عند سد الفرات وسد تشرين وغيرها من المشاريع التي تولد الكهرباء للمنطقة.