نشرت صحيفة بادشه الألمانية تحقيقاً بعنوان “كشف أرباح عشيرة الأسد من تجارة البشر”، يكشف دور العائلة في نقل المهاجرين من باكستان إلى ليبيا، ومن ثم تهريبهم إلى أوروبا عبر قوارب الموت.
ووفقاً للصحيفة، فإن 300 باكستاني غرقوا في الزورق الأخير قبالة السواحل اليونانية، وجميعهم قد سافروا إلى ليبيا عبر أجنحة الشام.
وأشارت الصحيفة إلى أن كل باكستاني من هؤلاء الضحايا دفع 10 آلاف دولار لشبكات تهريب البشر، ومن هذا المبلغ تم تحويل 1500 دولار إلى عائلة الأسد، حيث بلغت حصة العائلة 450 ألف دولار كدفعة مقابل نقل هؤلاء الضحايا عبر أجنحة الشام.
ووفقاً للتحقيق، بدأت أجنحة الشام رحلاتها بين دمشق وكراتشي في ربيع عام 2022، وتقوم حالياً بتنظيم رحلتين أسبوعياً من كراتشي إلى بنغازي، مروراً بدمشق.
وقال التحقيق إن شركة أجنحة الشام، التي يديرها شخص يُدعى عصام شموط، كانت جزءًا من مجموعة رامي مخلوف الاقتصادية. وكان رامي مخلوف، ابن خال رأس النظام بشار الأسد، يمتلك شركات متنوعة بقيمة تزيد عن 4 مليارات دولار، بما في ذلك شركة أجنحة الشام وسريتل، بالإضافة إلى عقارات عديدة في جميع أنحاء العالم. وذلك قبل أن يتم تهميشه والاستيلاء على شركاته من قبل النظام السوري.
وأشار التحقيق إلى أنه استنادًا إلى شهادات المهاجرين الباكستانيين الذين تحدثوا لصحيفة “مالطا اليوم”، دفعوا مبالغ مرتفعة لاستخدام خدمات أجنحة الشام في السفر من كراتشي إلى ليبيا.
وأكد تحقيق الصحيفة أنه في عام 2016، وقعت شركة الطيران السورية اتفاقية تعاون مع شركة ماهان إير الإيرانية، التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالحرس الثوري الإيراني المصنف على لائحة الإرهاب. وبدأت أجنحة الشام بنقل الأسلحة والذخيرة من إيران إلى سوريا ونقل مقاتلي الحرس الثوري الإيراني للمشاركة في العمليات القتالية في سوريا. كما نُقل آلاف المسلحين الباكستانيين والأفغان إلى سوريا ولبنان من مطار مدينة النجف العراقية. وتابعت الصحيفة أن شركة فاغنر الروسية استخدمت بالفعل طائرة إيرباص من أجنحة الشام. يبلغ عمر الطائرات الأربع من طراز A 320 الآن 30 عامًا.
ودخلت شركة الطيران نشاطها التجاري مع اللاجئين فقط في أواخر خريف 2021، عندما نقلت آلاف المهاجرين من الشرق الأوسط إلى بيلاروسيا من المطارات السورية والعراقية. عند محاولتهم الوصول إلى بولندا أو إستونيا من هناك، علق اللاجئون في المنطقة الحدودية لعدة أيام. ثم وضع الاتحاد الأوروبي شركة الطيران على القائمة السوداء، والتي تم حذفها منها بعد بضعة أشهر. تم فرض عقوبات دولية فقط على مالك أجنحة الشام، عصام شموط، المعروف بأنه يعمل كواجهة لرامي مخلوف.
وأطلق أعضاء البرلمان الأوروبي الآن مبادرة لمعاقبة شركة الطيران مرة أخرى. بعد كل شيء، هناك أدلة كافية على أن شركة الطيران تعمل نيابة عن مجموعات التهريب الإجرامية، كما أكد النائب المالطي سايروس إنجرير. بحسب الصحيفة الألمانية.