أعلنت قوى الأمن الداخلي بالتعاون مع “قوات سوريا الديمقراطية” عن اعتقال أكثر من 3000 شخص من مختلف المدن والبلدات التي تسيطر عليها في شمال شرق سوريا في عام واحد بتهمة تجارة وتعاطي وترويج المخدرات في المنطقة، وذلك خلال عدة حملات أمنية أطلقتها في المنطقة مع مصادرة كميات كبيرة من المخدرات بمختلف أنواعها.
وقالت قوى الأمن الداخلي “الأسايش” في بيان لها، إن 6 من الأشخاص الذين تم توقيفهم يعتبرون من أكبر تجار المخدرات في شرقي سوريا، بينما تم توقيف أكثر من ألف مروج وقرابة 2000 من متعاطي المواد المخدرة، مع مصادرة كميات كبيرة من المخدرات القادمة من مناطق سيطرة قوات النظام عبر العديد من طرق التهريب النظامية وغير النظامية.
وبحسب بيان “الأسايش” فإن كمية المخدرات المضبوطة بلغت قرابة 150 كيلو غرام من مادة الكريستال المخدرة، و300 كيلو من الحشيش المخدر وقرابة مليون حبة كبتاغون ومليوني حبة مخدرة من أنواع مختلفة، وكميات أخرى من الهيروين والكوكايين وغيرها من المواد التي يتم تصنيع غالبها في معامل تعود لميليشيا حزب الله اللبنانية وميليشيا الفرقة الرابعة التي يقودها شقيق رأس النظام السوري ماهر الأسد.
مصادر خاصة أكدت لمنصة SY24 أن معظم المخدرات التي تم ضبطها في مناطق سيطرة “قسد” كانت قادمة من مناطق النظام، فيما جاءت بقية المخدرات من العراق عبر طرق التهريب التي يستعملها المهربون على الحدود، وذلك بالتعاون بين مهربين وعناصر من “قسد” أو موظفين في المنظمات الدولية التي تدخل مساعدات إلى المنطقة، وأيضاً مع سائقي شاحنات النفط والمحروقات التي تتنقل على الحواجز دون تفتيش يذكر.
المصادر قالت إن الميليشيات الإيرانية لعبت دوراً كبيراً في إغراق المنطقة بالمخدرات عبر تهريبها باستخدام المعابر النهرية غير الشرعية المتواجدة في ريف ديرالزور الشرقي، بالإضافة إلى قيامها بإدخال كميات من الحبوب المخدرة عبر شحنات الأدوية التي ترسلها إلى المنطقة بالتعاون مع وزارة الصحة التابعة لحكومة النظام السوري.
أهالي مدن وبلدات شرقي سوريا أكدوا أن تجارة وتعاطي المواد المخدرة هي من الظواهر الحديثة على المنطقة المحافظة نسبياً، مشيرين إلى أن هذه المواد بدأت تكثر عقب دخول الميليشيات الإيرانية والعراقية واللبنانية إليها، وقيامهم باستخدامها كواحدة من طرق تجنيد الشباب في صفوفها عبر إغرائهم بها.
والجدير بالذكر أن تجارة المخدرات أصبحت واحدة من طرق تمويل النظام السوري بعد تحوله إلى أكبر مصدر للمخدرات والحبوب المخدرة في العالم، عقب قيامه بإغراق دول الجوار بها عبر إخفائها في شحنات المواد الغذائية والتجارية التي يصدرها، بالإضافة إلى استخدامه موانئ اللاذقية وطرطوس لتهريب حبوب الكبتاجون المخدرة إلى الدول الأوروبية التي ضبطت كميات كبيرة منها وصل سعرها السوقي في بعض الأحيان لأكثر من مليار دولار أمريكي مقابل الشحنة الواحدة.