“نضطر للذهاب إلى المراكز الطبية الخاصة ذات التكلفة المرتفعة للحصول على الرعاية الصحية لأن المستوصفات والمراكز العامة غير قادرة على تلبية احتياجاتنا، لافتقارها للكادر الطبي والأجهزة والأدوية الضرورية للحالات الحرجة”.
بهذه الكلمات وصف الشاب “سليمان الأحمد”، المنحدر من بلدة الصبحة بريف ديرالزور الشرقي الذي تسيطر عليه “قوات سوريا الديمقراطية”، حالة القطاع الصحي والمشاكل التي يعاني منها وآثار ذلك على حياة المواطنين فيها في المنطقة “التي تعاني أصلاً من تهميش كبير من قبل الإدارة الذاتية والمؤسسات التابعة لها”، على حد وصفه.
وقال في حديثه مع مراسل SY24 في ريف ديرالزور، إن “كافة المستوصفات الطبية التابعة للجنة الصحة في مجلس ديرالزور المدني تفتقر لأبسط التجهيزات، كالأجهزة المتعلقة بقياس الضغط والتحاليل الطبية الإسعافية، بالإضافة إلى عدم وجود أي أدوية منقذة للحياة وغيرها من التجهيزات الطبية الضرورية للحالات الحرجة ريثما يتم إيصالها إلى المشافي المركزية التي تعاني هي أيضاً من تدني مستوى الخدمات فيها”.
وأضاف أنه “يوجد في ريف ديرالزور أقل من 5 مشافي مركزية موزعة على جميع مدن وبلدات المنطقة من الباغوز في أقصى الشرق إلى ريف الرقة، وهي غير قادرة على تقديم الخدمات لأكثر من مليون مواطن يعيشون في المنطقة بما فيهم الضيوف القاطنين في المخيمات العشوائية، ما خلق أزمة طبية في المنطقة تسببت بوفيات غير ضرورية للعديد من المرضى”.
انعدام الخدمات في المراكز الطبية التابعة لـ “الإدارة الذاتية”، الجهة المدنية التي تدير مناطق شمال شرق سوريا، دفع العديد من المرضى وخاصةً الحالات الإسعافية الحرجة إلى التوجه صوب المشافي والعيادات الخاصة ذات التكلفة المرتفعة، ما تسبب بأزمة اقتصادية جديدة تضاف إلى الأزمات المعيشية التي يعاني منها سكان المنطقة.
وفي الشأن ذاته، قال “سليمان”: “نضطر أحياناً لدفع أكثر من 20 ألف ليرة قيمة معاينة لدى أي طبيب خاص في المنطقة، فيما تدفع أضعاف هذا المبلغ داخل المشافي الخاصة كقيمة معاينة وتحاليل وفحوصات وغيرها من الخدمات التي من المفروض أن نجدها داخل المؤسسات والمراكز الصحية التابعة لمجلس ديرالزور المدني”.
من جانبها، ذكرت “لجنة الصحة” في مجلس ديرالزور المدني أنها “قامت بتوفير كميات من الأدوية عبر المنظمات الدولية والدول المانحة وسيتم توزيعها على المراكز والمستوصفات الصحية المنتشرة في مدن وبلدات ريف ديرالزور، بالإضافة إلى تلقي اللجنة وعوداً بتقديم أجهزة ومعدات طبية إلى المراكز الصحية والمشافي العاملة في المنطقة”، مبينةً أن التحالف الدولي قدم دعماً إلى مستشفى الباغوز الذي تم افتتاحه مؤخراً من أجل تقديم الدعم الصحي للمواطنين.
والجدير بالذكر أن مدن وبلدات ريف ديرالزور الخاضعة لسيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” تعاني من أوضاع صحية وخدمية سيئة مقارنةً ببقية المناطق التي تسيطر عليها في شمال شرق سوريا، ناهيك عن تدني الحالة المعيشية والاقتصادية للمواطنين في ظل غلاء الأسعار وانعدام معظم السلع التجارية والغذائية واستمرار انقطاع الكهرباء والمحروقات والغاز، بالإضافة إلى انعدام الأمن مع استمرار الهجمات المسلحة وعمليات الاغتيال التي تنفذها خلايا داعش والخلايا التابعة للميليشيات الايرانية والنظام التي تنشط في المنطقة.