حذر ناشطون في المجال الإنساني ومديرو مخيمات في شمال غربي سوريا، من أن عدداً كبيراً من النازحين قد يضطرون إلى “التسول”، نتيجة قرار برنامج “الأغذية العالمي” خفض المساعدات الإغاثية، وفق صحيفة “الشرق الأوسط”.
وأشارت الصحيفة إلى أن الكثير من العائلات لم تحصل على أي مساعدات إنسانية خلال الشهر الحالي، إثر قرار قطع المساعدات عن نحو 2.5 مليون شخص في جميع أنحاء سوريا.
ولفتت إلى وجود حالة من القلق لدى النازحين من توقف المساعدات بشكل نهائي، خاصة بالنسبة للعائلات التي ليس لديها أي معيل وتضم أفراداً بحاجة إلى رعاية صحية خاصة بسبب الإعاقات الجسدية.
وقال الناشط بالمجال الإنساني في إدلب، عمر حاج حمود، إن منطقة شمال غربي سوريا، مقبلة على كارثة إنسانية قد تصل إلى حد المجاعة المرعبة في أوساط ملايين النازحين.
وتتوجه الأنظار بعد أيام قليلة إلى القرار الذي سيصدر عن مجلس الأمن والأمم المتحدة بخصوص تمديد آلية المساعدات إلى الشمال السوري، وذلك مع اقتراب انتهاء تفويض القرار الأممي واقتراب موعد التصويت على تمديد الآلية بتاريخ التاسع من الشهر الجاري.
ومع هذا الترقب تتزايد وتيرة المخاوف من ابتزاز روسيا لملف مساعدات الشمال، وإشهارها “الفيتو” بوجه أي قرار إنساني لصالح ملايين السوريين القاطنين في تلك المنطقة.
وفي هذا الصدد قال المهتم بالشأن الإغاثي والطبي مأمون سيد عيسى لمنصة SY24، إن القرار رقم 2156 عام (2014) الذي يقر بدخول المساعدات عبر الحدود وعبر الخطوط مع النظام، فتح الباب كي يطالب الروس بحصر دخول المساعدات عبر الخطوط بهدف التحكم بالمساعدات القادمة لمناطق المعارضة، وكي تكون مادة للابتزاز السياسي في مجلس الأمن عند مناقشة تمديد قرار دخول المساعدات، وكي يطالبوا بزيادة حصة المساعدات الداخلة للنظام عبر الحدود من أجل سرقتها عبر طرق متعددة، إما مباشرة أو عبر شراء المساعدات من أسواقها بسعر صرف الدولار الرسمي وبالتالي الاستفادة من الفارق بين سعري الصرف.
يشار إلى أن روسيا اشترطت على مجلس الأمن، في كانون الثاني/يناير 2020، تخفيض عدد نقاط الدخول إلى سوريا من أربع نقاط إلى اثنتين، كما أنّها خفّضت مدّة التفويض وجعلته لـ 6 أشهر بدلاً من سنة كما كان معمولاً به في السابق.