حذّرت مصادر من الشمال السوري من شركة “سيريافون” للاتصالات التي انطلقت في إدلب، مشيرين إلى أنها تسهل لهيئة تحرير الشام اختراق الجوالات والتجسس عليها في مناطق سيطرتها.
وأفادت المصادر المحلية أنه يمكن من خلال الإنترنت والراوترات الوصول للأرقام التعريفية لأجهزة المشتركين، كما أنهم يستطيعون الدخول للجهاز ورصده في أي موقع كان.
ورغم أن “سيريا فون” تعتبر أنها أول شبكة اتصالات محلية في منطقة إدلب، إلا أن مالك تلك الشبكة ما يزال مجهولاً، بالتزامن مع الترجيحات بأن حكومة الإنقاذ التابعة للهيئة هي من تقف خلفها.
وأكدت مصادر محلية متعددة أن هذه الشبكة تم إنشاؤها للتجسس على الناس، وفق تعبيرهم.
وبحسب المعلومات المتداولة فإن الشركة ستنشط في إدلب وريفها “برسائل SMS ومكالمات خليوية وسرعة 5G للإنترنت.”
وتعرف الشركة عن نفسها عبر موقعها الإلكتروني بأنها “شركة سورية محدودة المسؤولية رائدة في عالم الاتصالات والحلول المالية المبتكرة، وتقدّم خدمات مكالمات الفيديو والمكالمات الصوتية الداخلية، والرسائل النصية وخدمات الانترنت ودفع وتحويل الأموال.
وذكرت المصادر أنه لا يعرف بعد كيفية نشاط هذه الشركة أو الآليات التي ستتمكن من خلالها العمل وتغطية مناطق عملها، كما لا معلومات عن الجهة التي تديرها.
وحول ذلك، قال أحد أبناء المنطقة (فضّل عدم ذكر اسمه) لمنصة SY24: “سمعت مقولة بـ 2018 من ضابط مخابرات منشق منذ بداية الثورة، من يمتلك الاتصالات يمتلك البلد”.
وأضاف “وقع خلاف بين أهالي مدينة سقبا بريف دمشق وقيادة فصيل فيلق الرحمن على مقسم هاتف، حيث قامت حينها المؤسسات بتشغيله، وأصر الفيلق على زرع موظفيه داخل المقسم مع حراسة مشددة، بشكل مجاني ودون أي مقابل، بينما باقي الموظفين المدنيين يتقاضون من المجلس المحلي رواتب جيدة، ومنذ أن بدأ المقسم بالعمل ومكتبه الأمني لا يهدأ باعتقال العملاء والدواعش، الأمر مرتبط حتى بأحاديث النساء، أو يمكنك معرفة المزاج العام حول أي قرار تقدم على اتخاذه من خلال التنصت”.
وتابع “من غير المستبعد أن يستغل الجولاني هذه الفرصة، فهو يتبع هذا الأسلوب الاستخباراتي منذ أن حكم المنطقة”.
وزاد بالقول “لا أرى مشكلة لو استغل هذا الأمر لصالح الثورة بمتابعة الشبيحة والدواعش، لكن الجولاني يخاف عدو الداخل من نشطاء وإعلاميين أكثر من عدو الخارجي”.
مصادر أخرى، ذكرت أن الشركة ستعمل عبر مزود خدمات ومشغل صيني، مشيرة إلى أن الجهات التي تديرها غير معروفة بشكل مباشر وواضح، مع تأكيدها تبعية الشركة للهيئة في محاولة لاحتكار قطاع الاتصالات وفق تعبيرها.
ويعتمد أهالي مناطق الشمال السوري عموماً على الشبكات التركية مثل “توركسيل” و”فودافون” للحصول على خدمات الاتصالات.
ومؤخراً، حذّر ناشطو الشمال السوري ومصادر من أبناء المنطقة من “الذباب الإلكتروني” التابع لهيئة تحرير الشام على منصات التواصل الاجتماعي، لافتين إلى أنه سلاح خطير تستخدمه الهيئة لنشر ما هو عكس الحقائق على أرض الواقع.
