أوقفت منظمة الهلال الأحمر التابعة لحكومة النظام عمليات توزيع المساعدات الغذائية والإيوائية للمحتاجين في مدينة ديرالزور، وذلك بسبب “عدم حصولها على أي مواد إغاثية من منظمة الأمم المتحدة وباقي المنظمات الدولية التي تقدم مساعدات للشعب”، في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي يعاني منها السكان.
المساعدات التي من المفترض أن يتم توزيعها بشكل شهري على جميع عوائل ديرالزور باتت توزع بشكل متقطع لتحصل كل عائلة على حصتين أو ثلاث على أبعد تقدير خلال السنة، الأمر الذي زاد من معاناة المواطنين وأجبر عدد كبير منهم على التخلي عن بعض المواد الغذائية الرئيسية بسبب ارتفاع سعرها مقارنةً بالدخل اليومي للمواطن.
وأكد مراسل SY24 في ديرالزور، أن أكثر من 90% من المساعدات الأممية التي وصلت إلى المدينة تم مصادرتها من قبل الفرقة الرابعة والميليشيات الإيرانية والمحلية المتواجدة فيها، حيث خزنتها تلك في مستودعات خاصة بها داخل المدينة وفي الريف المحيط بها بهدف استعمالها بشكل مستمر طوال العام.
وقال مراسلنا، إن قوات النظام والميليشيات الإيرانية التابعة لها تستخدم المساعدات الأممية كنوع من أنواع الضغط على الشعب وذلك عبر استغلال حاجته لتلك المواد وتوزيعها له بشكل مجاني مقابل الحصول على خدمات معينة، مثل الاستغلال الجنسي للأرامل والسيدات اللاتي فقدن معيلهم، وأيضاً استغلال الأطفال والقاصرات وتزويجهم لعناصر الميليشيات الشيعية العراقية واللبنانية وغيرها من الممارسات المخالفة لعادات وتقاليد المنطقة.
فيما تستمر ميليشيا الدفاع الوطني بسرقة المساعدات الأممية لصالح “مؤسسة الشهيد” التي تديرها منار الأسعد زوجة قائد الميليشيا فراس الجهام “العراقية” عبر توزيع تلك المساعدات على عناصر وعائلات مقاتليها في ديرالزور والريف المحيط بها، بالإضافة إلى ضمان ولاء بعض الوجهاء عن طريق تقديم تلك المساعدات لهم من أجل إقامة الولائم أو توزيعها على المقربين منهم للدفع بهم في صفوف الميليشيا عند الحاجة.
في الوقت الذي تستمر فيه قوات النظام باستخدام المساعدات الإيوائية مثل “الشوادر” التي تحمل شعار الأمم المتحدة لتغطية شاحناتها العسكرية وناقلات جنودها، بالإضافة إلى استعمال الخيام، التي من المفترض أن توزع على المتضررين من الزلازل، في تعزيز نقاطها العسكرية في البادية السورية أو بيعها لميليشيا حزب الله اللبنانية التي تقوم هي الأخرى بنقلها إلى لبنان وبيعها للاجئين السوريين المقيمين في مخيماتها.
“ماجدة الحاج”، أرملة من ديرالزور فقدت زوجها في قصف للنظام على المدينة منذ أكثر من 9 سنوات، قالت إن “المساعدات التي من المفترض أن تصل إلى المدنيين يتم سرقتها بشكل علني من قبل قادة الميليشيات المسلحة المنتشرة في المدينة ليتم بيعها لاحقاً للمواطن، الأمر الذي شكل عبئاً جديداً يضاف إلى الأعباء التي يعاني منها سكان مدينة ديرالزور”، على حد وصفها.
وقالت السيدة في حديثها لمنصة SY24: إن “النظام وميليشياته المسلحة يقومون بسرقة المساعدات الإنسانية والغذائية منذ اللحظة الأولى لدخولها البلاد ولم يتم توزيع أي منها على المواطنين، فيما تستمر منظمة الهلال الأحمر بالتعاون مع مسؤولي النظام في جريمتهم عبر تقديم مستودعاتهم على طبق من فضة فقط لضمان استمرارهم في مناصبهم وحصولهم على ميزات أمنية ونفوذ في المدينة”.
وأضافت “نحصل على سلة غذائية كل 6 شهر تقريباً وفي كل مرة يتم سرقة أحد مكوناتها من قبل الهلال الأحمر بحجة زيادة عدد بقية الحصص لضمان استفاد أكبر عدد ممكن من المواطنين، وهذا غير صحيح لأن الوحيد الذي يستفيد من تلك الحصص هو النظام وميليشياته ومسؤوليه والعائلات الغنية التي تملك أموالاً طائلة لشراء تلك الحصص”.
ويذكر أن منظمة الأمم المتحدة وعدد كبير من المنظمات الدولية والإغاثية والدول العربية والأجنبية قاموا بإرسال “مساعدات إنسانية” إلى النظام السوري بهدف توزيعها على المناطق التي تضررت عقب الهزات الارتدادية الناجمة عن الزلزال الذي ضرب جنوب تركيا والشمال السوري المحرر، والذي خلف قرابة 250 قتيل بين المدنيين ودمر عدد من الأبنية السكينة التي كان معظمها آيل للسقوط فعلاً، وهو ما استغله النظام السوري لسرقة المساعدات وعدم توزيع سوى 5% منها على المتضررين.