استخدمت روسيا حق النقض “الفيتو” خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي، وذلك ضد قرار تمديد آلية إدخال المساعدات إلى الشمال السوري، الأمر الذي أثار ردود فعل منددة وغاضبة دولية ومحلية.
وصوتت روسيا ضد القرار الذي يهدف إلى تمديد آلية إيصال المساعدات لمدة 9 أشهر من خلال معبر باب الهوى إلى الشمال السوري، بعد انتهاء التفويض بشأن هذه الآلية، يوم التاسع من تموز/يوليو الجاري.
وبدورهم، صوت أعضاء مجلس الأمن الـ13 الباقون لصالح القرار، الذي صاغته سويسرا والبرازيل، بينما امتنعت الصين عن التصويت، حيث تصر روسيا على التمديد لمدة 6 أشهر فقط.
وقبل أيام، حذّر فريق “منسقو استجابة سوريا”، من الكوارث المحتملة في حال لم يتم تمديد قرار إدخال المساعدات الأممية إلى الشمال السوري بسبب “الفيتو” الروسي.
وحول ذلك قال المهتم بالشأن الإغاثي والطبي في الشمال السوري، مأمون سيد عيسى لمنصة SY24، إن الروس يفاوضون في 3 محاور: الأول مدة التمديد وعدد المعابر، والمحور الثاني زيادة نسبة المساعدات القادمة عبر الخطوط أي عبر الحدود مع مناطق النظام، في سبيل التحكم بالمساعدات القادمة لمناطق المعارضة وفتح الباب لسرقة المساعدات المخصصة لمناطق سيطرة النظام، والمحور الثالث زيادة مشاريع التعافي المبكر الذي أقر أول مرة بالقرار/2021/636، حيث يطالب الروس بتمويل مشاريع كبيرة في هذا المجال مثل خدمات البنية التحتية والكهرباء.
وأشار إلى أن الغرب انشأ صندوق بديل هو (انصاف) وهو استنساخ لصندوق التمويل الإنساني (اش-اف)، وهو آلية لا تتبع الأمم المتحدة وليست مرتبطة بقرار مجلس الأمن، بل تتبع لمانحين دوليين يتوافقون على جهة تنفيذية لإدارة الأموال والمنح التي يتم وضعها في الصندوق، ولذلك الروس سيفاوضون ويحصلون على مكاسب في محوري التعافي المبكر وزيادة نسبة المساعدات القادمة عبر الخطوط (أي بين مناطق النظام والمعارضة)، ولكن بسبب وجود آلية احتياطية وهي (انصاف) سيوافقون في النهاية على التمديد كما هو متوقع ويحدث كل جلسة.
وعن الوضع الإنساني في شمال وشمال غرب سوريا، أكد سيد عيسى أنه صعب للغاية، وإذا رجعنا لتقارير دولية حديثة نجدها تتكلم عن أرقام كارثية مثلا تقرير: NORTH-WEST SYRIA- Situation Report Last updated-OCHA: 28-5-2023، يتكلم عن معاناة حوالي 3.3 مليون شخص في شمال غرب سوريا من انعدام الأمن الغذائي، وأن هنالك 4.1 مليون شخص من 4.5 مليون شخص سكان شمال غرب سوريا هم من أصحاب الحاجة، أي بنسبة 92% ، وان هناك 99.034 من النساء الحوامل والمرضعات بحاجة إلى دعم تغذوي، كما يعاني 42851 من الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات من سوء التغذية الحاد.
وزاد موضحا، أنه في ما يتعلق بزلزال شباط/فبراير الماضي، فقد تم تدمير ما لا يقل عن 10,600 مبنى بسبب الزلزال بدرجات متفاوتة (تم تدمير 1,869 مبنى بالكامل و 8,731 مبنى تم تدميرها جزئيا) وهناك ما لا يقل عن 53,000 عائلة نزحت بعد الزلازل وهي بحاجة إلى ملاجئ كريمة، حسب تقديراته.
ومطلع العام الجاري 2023، مدد مجلس الأمن الدولي من جديد ولمدة ستة أشهر إضافية الآلية العابرة للحدود لإدخال المساعدات الإنسانية، بالتزامن مع فشل روسيا في إشهار “الفيتو” في وجه هذا القرار.
من جانبه قال رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي في سوريا دان ستونيسكو في بيان: “مرة أخرى تقوم روسيا بتسييس المساعدات الإنسانية ومصير ملايين السوريين الذين يعانون باستمرار.
وتابع، استخدمت روسيا حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي ضد تمديد آلية المساعدات الإنسانية عبر الحدود لسوريا لمدة تسعة أشهر، بعد يوم واحد من انتهاء هذا القرار الهام، في حين دعت الأمم المتحدة والعاملون في المجال الإنساني والكثير من أعضاء مجلس الأمن إلى التمديد لمدة اثني عشر شهراً.
وزاد بالقول، إن روسيا أصرّت على ستة أشهر فقط ورفضت اقتراح التسوية لمدة تسعة أشهر.
وأكد الحاجة إلى عدم تسييس العمليات عبر الحدود وزيادة العمليات عبر الخطوط لنتمكن من تلبية الاحتياجات الإنسانية بكل الطرق الممكنة من دون حدود زمنية وقيود، إذ ثمة حاجة ماسّة إلى حلول.
وقبل أيام، أعربت “آن سنو” الممثل البريطاني الخاص لسورية عن قلقها مع قرب انتهاء آلية إدخال المساعدات إلى الشمال السوري عبر معبر “باب الهوى”، مؤكدة أن سكان تلك المنطقة بحاجة ماسة للمساعدات الأممية.
وأكد الائتلاف السوري في بيان، أن الفيتو الروسي ضد قرار تمديد آلية إدخال المساعدات الإنسانية إلى سوريا، “جريمة تُضاف الى سلسلة جرائم روسيا بحق الشعب السوري وتحدٍ سافر لإرادة المجتمع الدولي”.