تفيد الأنباء الواردة من مناطق سيطرة النظام السوري، بأن موجة الحر وغياب الكهرباء لساعات طويلة جدا، باتت تجبر الأهالي إلى التوجه إلى الحدائق وأرصفة الطرقات للتخفيف من هذه المعاناة.
ولم يكن فرار الناس إلى الحدائق هربا من موجة الحر فقط، بل إن كثيرا من العائلات وبسبب غلاء الأسعار في المطاعم العادية والشعبية، باتت تفضل الجلوس في الحدائق وتناول المأكولات البسيطة، في عزوف واضح عن تلك المطاعم.
وأكد القاطنون في مناطق النظام أن الانقطاعات التي تتكرر يومياً للكهرباء تشكل معاناة حقيقية لهم في ظل ارتفاع درجات الحرارة خصوصاً داخل المنازل، ما يدفعهم للهروب إلى خارج المنازل للجلوس تحت ظلال الأشجار، وأحياناً الجلوس على أطراف الشوارع، وفق ما نقلت ماكينات النظام الإعلامية عنهم أيضاً.
ولفت البعض الآخر إلى أن أقل فاتورة مطعم باتت تصل إلى 400 ألف ليرة سورية، ومن أجل ذلك بات الجلوس في الهواء الطلق أقل تكلفة بكثير، حسب تعبيرهم.
وحول ذلك، قالت إيمان ظريفة الناشطة في المجال الإنساني وابنة مدينة دمشق لمنصة SY24، إن معاناة السوريين الذين يقطنون في مناطق النظام تزداد في ظل موجة الحر الشديدة وانقطاع الكهرباء بشكل شبه دائم، مما يعطل الحياة الطبيعية من أساسيات الحياة واحتياجاتها الى الرفاهية التي باتت حلم السوريين في هذه المناطق.
وأضافت، أنه حتى من الملاحظ أن الناس تهرب من موجة الحر الى الشوارع والارصفة بحثا عن نسمة هواء تريح آلاماً كبيرة متراكمة على آلامهم وهمومهم، حتى نسمة الهواء باتت حلما لهم ناهيك عن عدم القدرة على الحصول على أدنى مقومات العيش.
ولفتت إلى أن شبح الفقر والعوز هو رفيق أغلب السوريين الذين لا ملجأ ولا مفر لهم، حتى باتت سوريا في ظل نظام الأسد سجناً خانق يمتص دماء الناس ويلتف حول رقابهم.
وباتت الحدائق هي المتنفس الوحيد لعدد كبير من الشباب وللعائلات، وبخاصة تلك التي لا يسمح لها مردودها الشهري بالخروج إلى أي مكان يتطلب منهم دفع كلف مادية لا قدرة لهم عليها، مع الإشارة إلى أن تناول وجبة في مطاعم دمشق، باتت تتجاوز الـ 35 ألفاً للشخص الواحد، باعتراف مصادر تابعة للنظام.
يذكر أن الظروف الاقتصادية المتردية في مناطق النظام السوري، دفعت إلى السخرية مؤخرًا من “الراتب الشهري” الذي يحصل عليه المواطن المقيم في تلك المناطق، معبرين عن تهكمهم بعبارة “لا يصلح للاستخدام سوى مرة واحدة!”.