قبل 15 يوماً أعلنت الإدارة الذاتية مدينة الحسكة في شمال شرقي سوريا، منطقة منكوبة، بسبب استمرار انقطاع المياه عن سكانها منذ فترة طويلة وتضرر قرابة مليون شخص يعيشون فيها جراء ذلك، في ظل الارتفاع الكبير في درجات الحرارة والانقطاع المتكرر في التيار الكهربائي وغيرها من العوامل التي أثرت بشكل مباشر على حياة المواطنين اليومية.
الانقطاع في المياه دفع المجالس المحلية وفرق الاستجابة الأولية في مدن الرقة والقامشلي الخاضعة لسيطرة “قوات سوريا الديمقراطية”، لإطلاق مبادرة جديدة لإغاثة سكان مدينة الحسكة المنكوبة وذلك عبر إرسال عدد من صهاريج مياه الشرب النظيفة إليها ولمدة أسبوع كامل، بهدف التخفيف من الأعباء المترتبة على انقطاع المياه وإغاثة السكان في المدينة ومخيمات النازحين المتواجدة في محيطها.
وبحسب فرق الاستجابة فإن قرابة 40 صهريج وصل إلى مدينة الحسكة وريفها وتم توزيع المياه على المواطنين باشراف المجلس المحلي ومجلس البلديات لكل منطقة، على أن تحصل كل عائلة على حصة معينة من المياه بحسب عدد أفراد الأسرة وحاجتها ريثما يتم إصلاح الأعطال التي ضربت محطة علوك لتصفية المياه.
وقالت مراسلة منصة SY24 في مدينة الحسكة، إن الصهاريج التي وصلت ساعدت بشكل كبير في التخفيف من الأعباء المترتبة على الأهالي بسبب استمرار انقطاع المياه عن المدينة منذ أكثر من شهرين، وعدم قدرتهم على تامين المياه النظيفة بشكل مستمر بسبب غلاء ثمنها وتحكم عدد من التجار بها، ناهيك عن توزيع بعض الصهاريج مياهً ملوثة وغير صالحة للاستهلاك البشري على المواطنين، الأمر الذي أدى لحدوث حالات من التسمم وإصابة المواطنين وخاصةً الأطفال بأمراض في الجهاز الهضمي.
وأشارت المراسلة إلى نزوح أعداد ضخمة من سكان الحسكة صوب مدن القامشلي والمالكية في أقصى شمال شرق سوريا أو صوب ريف ديرالزور والرقة، وذلك بسبب استمرار انقطاع المياه عن المدينة في ظل ارتفاع درجات الحرارة الكبير الذي تشهده المنطقة.
“أم خالد”، من سكان مدينة الحسكة، قالت إن “مبادرة إيصال مياه الشرب إلى المدينة جاءت في الوقت الذي فقد فيه الجميع الأمل في الحصول على المياه أو عودتها بشكل طبيعي، لأن صعوبة الوصول إلى المياه باتت تؤرق السكان وتسببت بحوث العديد من المشاكل بين المواطنين بسبب تدافعهم أثناء محاولتهم الحصول على هذه المادة الضرورية، وهو ما خلق حالة من التوتر العام في المدينة”، على حد قولها.
وأفادت في حديثها مع منصة SY24، بأن “قرار إعلان مدينة الحسكة منكوبة كان صحيحاً لأن المنطقة بالفعل باتت غير صالحة للسكن بسبب انقطاع المياه والكهرباء وتعطل بقية المرافق العامة وغياب الأمن والخوف من انتشار الأمراض والأوبئة، بسبب ارتفاع درجات الحرارة وتراكم القمامة وجفاف الأراضي الزراعية وغيرها من العوامل التي أثرت بشكل مباشر على أكثر من مليون شخص يعيشون في المنطقة، ويعانون من ظروف معيشية صعبة تتطلب تدخلاً دولياً لإنقاذهم وتقديم المساعدة لهم”.
والجدير بالذكر أن “الإدارة الذاتية” كانت قد أعلنت، في وقت سابق، مدينة الحسكة “منطقة منكوبة” في ظل استمرار انقطاع المياه النظيفة عن أكثر من مليون نسمة من سكانها وسكان المخيمات العشوائية المتواجدة في محيطها، وسط تحذيرات من منظمة الصحة العالمية والمنظمات الدولية من استمرار انقطاع المياه عن المنطقة والنتائج السلبية الناجمة عن ذلك، داعيةً إلى “حماية البنى التحتية وإيصال المياه النظيفة إلى المدينة بشكل عاجل”.