عاد التصعيد ورسائل التهديد بين واشنطن وموسكو إلى الواجهة مجددا، في حين ما توال روسيا هي المسرح الرئيسي لتلك الرسائل.
وكان اللافت للانتباه دعوة واشنطن لموسكو وعلى لسان مسؤول أمريكي، إلى وقف تصرفاتها “الخطيرة والمتهورة” في سوريا فورا.
وسبق تلك الرسائل إعلان القيادة الجوية التابعة للقيادة المركزية الأمريكية، أمس الثلاثاء، أن مقاتلة روسية اقتربت لمسافة قصيرة من طائرة مسيرة أمريكية في الأجواء السورية، الأسبوع الماضي، وأطلقت مشاعل مضيئة ملحقة أضرارًا بمروحة المسيرة الأمريكية.
ودعت القيادة الجوية المركزية الأمريكية القوات الروسية إلى التوقف عن “السلوك المتهور وغير المبرر وغير المهني” في سوريا.
وادّعى مصدر عسكري روسي أن طائرة من دون طيار تابعة للتحالف اقتربت بشكل خطير من طائرات القوات الجوية في منطقة الباب شمالي سوريا، واتخذ الطيارون الروس الإجراءات لمنع الاصطدام.
وزعم أنه في منطقة التنف التي تمر فيها الخطوط الجوية الدولية، سجلت مرة أخرى ستة خروقات للأجواء السورية من قبل ثلاثة أزواج من مقاتلات التحالف.
وحول ذلك قال الناشط السياسي عبد الكريم العمر لمنصة SY24، إن الفترة الماضية ضمن هذا الشهر حصل أكثر من صدام في سماء الأرض السورية بين الطيران الروسي وطيران الاستطلاع الأمريكي، حيث قام الطيران الروسي بإلقاء قنابل ضوئية على طيران الاستطلاع الأمريكي مما جعل الولايات المتحدة الأمريكية تصدر تصريحات احتجاجية على ذلك.
وأشار إلى أن بعض المحللين صرحوا أنه ربما تحصل صدامات عسكرية بين الطرفين خاصة مع ما تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية في شرق الفرات وما يسرب عن جمع بعض المقاتلين العرب مع قسد من أجل الحرب في شرق سوريا، والاستيلاء على بعض المناطق ومنها ما يقع تحت الاحتلال الإيراني وتحت الاحتلال الروسي.
وتابع، لا أعتقد في هذه اللحظات أنه يمكن أن تصل إلى مرحلة الصدام المباشر ما بين الطرفين، فالكل يعرف حدوده ومناطق عمله، والكل مشغول بملفات أخرى، وعندما تجرأت روسيا سابقا قبل ثلاث سنوات او حاولت قبل عدة سنوات الاجتياز إلى ما بعد شرق الفرات عن طريق شركه فاغنر، قام الطيران الأمريكي بقتل 300 مرتزق روسي من فاغنر وتم حرقهم من قبل طيران أمريكي، لذلك الولايات المتحدة حتى اللحظة تكتفي بالتصريحات ضد روسيا ولا يمكن أن يكون هناك صدام عسكري ما بين الأمريكي والروسي، وفق وجهة نظره.
ووسط كل ذلك، يرى مراقبون أن الولايات المتحدة تدرس خيارات لمواجهة النشاط المتزايد المزعوم للقوات الروسية في المجال الجوي السوري.
وفي حزيران/يونيو الماضي، سلّطت تقارير غربية الضوء على خطوة أمريكية عسكرية وأمنية في وقت واحد، تتمثل بنشر القوات الأمريكية “طائرة الشبح F22” في قواعدها في سوريا، الأمر الذي أثار تساؤلات الكثير من المراقبين عن السبب وراء ذلك.
وتؤكد التقارير الغربية أنه لطالما كانت الولايات المتحدة قلقة بشأن المضايقات الروسية للقوات الأمريكية، لكنها لاحظت مؤخرًا ارتفاعًا كبيرًا في العدوان الجوي الروسي في سوريا، كما أنه على الأرض أيضًا، يواجه الجنود الأمريكيون مجموعة متنوعة من التهديدات من القوات الروسية، التي قامت بمضايقات جسدية وتهدد الأمريكيين في جميع أنحاء البلاد.