تتصدر الحرائق التي أتت على مساحات واسعة من الأراضي في الساحل السوري، واجهة المشهد في مناطق سيطرة النظام السوري.
وكان اللافت للانتباه الاتهامات الموجهة حتى من الموالين للنظام أنفسهم، بأن هذه الحرائق مفتعلة وأن من يقوم بافتعال الحرائق في دمشق القديمة هم ذاتهم من يفتعلها في أراضي الساحل السوري، وفق تعبيرهم.
وخرجت الكاتبة الموالية للنظام والقاطنة في مناطق الساحل السوري وتدعى “لمى عباس”، لتقول على حسابها في فيسبوك، إن “الأيادي التي حرقت ساروجة نفسها التي حرقت الساحل، نفس التوجّه وذات الهدف”.
وأيدها عدد من الموالين بالقول: “من يحرقنا هو نفسه من يعمل على تجويعنا، وهو نفسه الذي قدمنا لأجله الغالي والنفيس”، وفق قولهم، في إشارة إلى النظام وأذرعه الأمنية والاقتصادية.
وأضاف آخرون تعقيبا على ذلك بأن “شبكات التخريب والفساد على امتداد مساحة الوطن وكل يعمل باختصاصه”.
وحول ذلك أفاد مصدر حقوقي مهتم بتوثيق انتهاكات النظام لمنصة SY24، بأنه كما هي العادة في كل عام وفي مثل هذا التوقيت، يتم استغلال ارتفاع درجات الحرارة من قبل مافيات التحطيب ومافيا الاستيلاء على الأراضي الحراجية للقيام بافتعال هذه الحرائق وإسناد أسبابها الى الطبيعة.
وأضاف، أن هذه الحرائق أصبحت ممنهجة من قبلهم و غالبا ما تندلع من أقرب نقطة إلى القرى أو البلدات ثم تتوسع في عمق الأراضي الحراجية، مما يفتح الباب لهذه المافيا لوضع يدها على الأراضي والمساحات المحروقة بالتواطؤ مع شركائهم من المسؤولين النافذين، حيث يتم منحهم تراخيص بإعادة تشجيرها أو زراعتها، ومع مرور الزمن تنتقل ملكيتها لهم.
وتوالت ردود الفعل من القاطنين في الساحل السوري، ليعبروا عن استيائهم بالقول: “سياسة الأرض المحروقة وإعادة التملك”، وفق وصفهم.
يشار إلى أن أمن النظام عمل على اقتحام منزل الكاتبة الموالية “لمى عباس”، فجر اليوم، وذلك بعد ساعات من خروجها ببث مباشر تنتقد فيه النظام وحكومته، وقالت حول ذلك “تم اقتحام منزلي ومحاولة اعتقالي موجوداً، الساعة الثانية بعد منتصف الليل دون إذن قضائي أو أي مذكرة إحضار.. سنبقى صوت الشعب.. تحيا سوريا”.
وتشهد قرى ريف اللاذقية منذ يومين اندلاع حرائق التهمت مساحات واسعة من الأراضي، وسط الأنباء التي تتحدث عن مقتل مدنيين وإصابة آخرين جراء ذلك.