لماذا تنتشر الأمراض المعدية في مخيمات الشمال السوري؟

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

أمضت السيدة “نور كنيساوي” أكثر من أسبوعين في رحلة علاج ابنتها الصغيرة ذات الخمس سنوات من مرض الحصبة، بعد اكتسابها العدوى من أبناء خالها المقيمين في أحد مخيمات تل الكرامة شمال إدلب، وقد تدهورت حالتها الصحية بشكل كبير.

وكانت الفترة الأخيرة قد شهدت ازدياداً ملحوظاً في عدد الإصابات بمرض الحصبة، بأعراض متفاوتة في مناطق عدة من إدلب، ولاسيما بين قاطني المخيمات، حيث يفتقر أغلبها إلى البنية التحتية والمرافق الخدمية وشبكات المياه والصرف الصحي التي تساهم بشكل مباشر في نقل الأمراض الفيروسية المعدية.

والحصبة مرض فيروسي، ينتقل عن طريق الاتصال المباشر أو من خلال الهواء، ويصيب الجهاز التنفسي، وينتقل إلى باقي أجزاء الجسم، ترافقه حرارة عالية ثم يظهر الطفح الجلدي المصاحب للحصبة ويستمر حوالي سبعة أيام قبل أن يبدأ بالتلاشي.

تخبرنا السيدة “نور” أن طفلتها أصيبت بالحصبة عن طريق العدوى، وكانت أعراضها شديدة الخطورة بسبب عدم تلقيها اللقاح منذ ولادتها، ما جعلها تلتقط المرض بسرعة كبيرة، حيث بدأت الأعراض تظهر عليها فوراً، وأبرزها الحرارة المرتفعة التي رافقتها طيلة المرض، ولم تكن الأدوية وخافضات الحرارة تجدي نفعاً، ثم رافقها ألم والتهاب في الحلق والصدر، و احمرار بالعيون.

يقول الطبيب المشرف على حالتها، إن هذه الأعراض ترافق مريض الحصبة، إضافة الى التهابات أخرى تصيب المريض وحالة إسهال، وانعدام الشهية، والوهن العام، ويجب المداومة على تناول مضادات الالتهاب و المسكنات وخافضات الحرارة إضافة إلى عمل كمادات المياه الباردة بشكل دائم للمريض كما يجب خلال فترة المرض عزل المريض عن باقي أفراد الأسرة لتجنب نقل العدوى إلى إليهم.

هذه التعليمات التزمت بها “نور” في علاج ابنتها، ومع ذلك فقد تدهورت صحتها كثيراً إلى أن بدأ المرض يطفو على جسدها بعد 15يوم من الحرارة المرتفعة، ذاقت فيها الطفلة ألما كبيراً حسب ما أكدته والدتها.

إذ يتعرض كثير من الأطفال إلى الإصابة بأمراض معدية، ولاسيما في بيئة تفتقر للنظافة والمياه الصحية، ووجود فتحات الصرف الصحي بالقرب من أماكن السكن وبين المخيمات.

تقول “نور”: إن “أطفال أخيها الخمسة أيضاً أصيبوا بالمرض وعانوا كثيراً من الألم إلى حين تماثلوا للشفاء، بعد أن انتشر المرض في مخيمهم الشهر الماضي، وسجل عدة إصابات بين الأهالي أغلبهم من الأطفال الذين لم يتلقوا لقاحاتهم الروتينية أبداً” .

وشدد الطبيب على ضرورة تلقي اللقاح وهو متوفر في جميع مراكز الرعاية الصحية الأولية في المنطقة، وهو يكون على جرعتين الأولى تأخذ في عمر السنة والثانية  في عمر السنة والنصف، تساهم بشكل كبير في الحد من انتشار الأمراض.

كذلك ضربت موجة كبيرة من مرض الجرب المعدي عدداً من المخيمات، وتسببت العدوى بنقل المرض لعشرات الأشخاص خاصة الأطفال، وذلك لعدة أسباب أبرزها نقص المياه المعقمة والنظيفة، وقرب المخيمات من حفر الصرف الصحي المكشوفة التي تعد بيئة خصبة لانتشار الأمراض الجلدية بشكل عام

وتعد الكثافة السكانية العالية في المخيمات أحد أبرز أسباب انتشار الأمراض الجلدية  ضمن تجمعات السكنية المزدحمة، الذي جعل انتشار أي مرض أمراً سهلاً، إذ تعد المخيمات بيئة حاضنة لانتشار أي مرض ضمنها، بسبب افتقارها للبنية التحتية والخدمية.

ومن الأسباب أيضاً، انتشار ظاهرة الصرف الصحي المكشوف ضمن مخيمات النازحين، الأمر الذي يزيد من معاناة النازحين، حيث تبلغ نسبة المخيمات المخدمة بالصرف الصحي 37% فقط من إجمالي المخيمات، في حين أن المخيمات العشوائية بالكامل لا تحوي هذا النوع من المشاريع.

فضلاً عن غياب المياه النظيفة والصالحة للشرب عن 47% من مخيمات النازحين، حيث وصلت أعداد المخيمات غير المخدمة بالمياه أكثر من 658 مخيماً حسب آخر بيان لفريق منسقو استجابة سوريا حول الموضوع.

مقالات ذات صلة