أطلق مكتب المخيمات وشؤون النازحين التابع لمجلس الرقة المدني مشروعاً جديداً يهدف إلى جمع المخيمات العشوائية المنتشرة في المنطقة في مجمع واحد، وذلك بهدف “رفع مستوى الخدمات المقدمة للنازحين المقيمين في تلك المخيمات وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية والغذائية لهم وضمان توفير الرعاية الصحية والتعليم والأمن لتلك العائلات”.
مكتب شؤون المخيمات باشر بالعمل في موقع المخيم الجديد داخل مزرعة العدنانية في ريف الرقة الشمالي، حيث بدأت الورشات التابعة لمجلس الرقة المدني بالتعاون مع مكتب المخيمات بحفر شبكة للصرف الصحي في الموقع بهدف تجهيز حمامات عامة وجر خط مياه رئيسي وإنشاء شبكة داخلية، بهدف توفير المياه النظيفة للنازحين دون الحاجة لشرائها من الصهاريج أو من مصادر غير موثوقة.
وأكد مسؤولو مكتب شؤون النازحين أن وضع النازحين داخل المجمع الجديد سيكون “أفضل بكثير” من وضعهم الحالي بسبب الخدمات التي سيتم توفيرها داخله والتي لم تكن موجودة في مخيماتهم العشوائية المنتشرة في المنطقة، وخاصةً عبر اختيار منطقة مزرعة العدنانية وهي مكان صالح للزراعة وسيتم توفير “فرص عمل للراغبين بالعمل بعد إنشاء مشاتل خاصة بالمجلس”.
فيما أشار المسؤولون إلى أن الهدف الرئيسي من هذا المجمع هو “تسهيل تقديم الخدمات الأساسية للنازحين وبالذات في قطاع التعليم”، حيث سيتم إنشاء عدة مدارس بمختلف المراحل لاستيعاب الطلاب والطالبات فيها وتوفير القرطاسية اللازمة لهم بالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة، بالإضافة إلى توفير الرعاية الصحية اللازمة للنازحين عبر إنشاء نقاط طبية إسعافية ومراكز صحية فيها لاستقبال الحالات المستعجلة ريثما يتم نقلها عبر منظومة الإسعاف الدائمة التي ستكون متواجدة في المخيم الى المشفى المركزي في الرقة.
“أم ياسر”، نازحة تعيش في مخيم عشوائي بمنطقة رميلة بريف الرقة، ذكرت أن “مشروع إنشاء مخيم جديد يضم المخيمات العشوائية سيكون فرصة جيدة للخروج من حالة اليأس التي يعيشها معظم النازحون في تلك المخيمات بسبب انعدام أبسط مقومات الحياة فيها، وعدم توفير الخدمات الأساسية وغياب تام لدور المنظمات الدولية والمحلية، ما قد يكون فرصة لتحسين الظروف المعيشية للنازحين”، على حد قولها.
وقالت في حديثها مع منصة SY24: “في حال تم توفير بنية تحتية حقيقية من حمامات ونقاط صرف صحي ومدارس ونقاط صحية ضمن المجمع الجديد فإن ذلك سيوفر على النازحين وعائلاتهم الكثير من الصعوبات التي يعانون منها حالياً في المخيمات العشوائية التي يقطنون بها، بالإضافة إلى إمكانية توفير فرص عمل حقيقية لهم في مجال الزراعة أو الصناعة أو باقي المجالات التي قد تساعد بتحسين الظروف المعيشية لهم”.
وأضافت أن “البعض يتخوف من تحول هذا المخيم إلى ما يشبه مخيم الهول للنازحين عبر وضع سور له وإغلاقه ومنع المدنيين من الخروج منه، ولكن لا أظن أن ذلك سيحدث كون معظم قاطني المخيمات العشوائية هم من العائلات التي فقدت معيلها والتي تضم نساء وأطفال وكبار بالسن ولم يتم تسجيل أي حوادث داخل تلك المخيمات طوال السنوات الماضية”.
ويتواجد أكثر من 58 مخيم عشوائي في ريف الرقة الخاضع لسيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” ويعيش فيها أكثر من 20 ألف نسمة معظمهم من النساء والأطفال القادمين من مدن حمص وحماة وحلب، بالإضافة إلى تواجد عدد من عوائل مدينة الرقة الذين فقدوا منازلهم بفعل العمليات العسكرية التي شهدتها المدينة في وقت سابق والتي تسببت بتدمير منازلهم في المدينة، حيث يعاني قاطنو هذه المخيمات من ظروف معيشية صعبة في ظل انع