حذرت الأمم المتحدة، من أن موجة الحرة المستمرة تعرض حياة ملايين السوريين، خاصة في مخيمات شمال غربي سوريا، للخطر، مع ارتفاع الحرارة إلى نحو 46 درجة مئوية والافتقار إلى وسائل الحماية المناسبة.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، إن طفلة رضيعة تبلغ من العمر عاماً واحداً توفيت بمخيم للنازحين في إدلب، بعد تدهور حالتها الصحية بسبب الحرارة الشديدة.
وأضاف المكتب أن الطفلة كانت تعيش وعائلتها في خيمة عمرها ثلاث سنوات، بمخيم تفتقر فيه 165 خيمة على الأقل إلى العوازل الحرارية المناسبة، لحماية النازحين من الظروف الجوية القاسية.
وأشار المكتب إلى استمرار العمل على خطة أطلقتها الأمم المتحدة، لنقل النازحين في شمال غرب سوريا من الخيام إلى “ملاجئ كريمة”، لكن رغم ذلك، لا يزال نحو 800 ألف نازح سوري يعيشون وسط ظروف قاسية، وغالباً في تجمعات “مكتظة”.
ولفت المكتب إلى اندلاع 134 حريقاً في شمال غربي سوريا خلال الشهر الحالي، وأكثر من 320 حريقاً منذ مطلع العام، أثرت على أكثر من 720 خيمة للنازحين.
تستمر الحرائق في منطقة الساحل السوري إضافة إلى امتدادها في بعض المناطق في الشمال السوري، بتصدر واجهة الأحداث الحياتية اليومية للسوريين إلى جانب غيرها من القضايا والأزمات الأخرى.
ووسط الحديث عن الحرائق التي تشهدها منطقة الساحل السوري منذ أيام، لا بدّ من الحديث عن أهم الأضرار التي يلحقها احتراق الغابات بالبيئة في سوريا.
وفي هذا الصدد، قال الصحفي السوري المختص بقضايا البيئة وتغير المناخ “زاهر هاشم” لمنصة SY24، إن الأشجار تحقق فوائد كبيرة للبيئة حيث توفر الهواء النقي وتساهم في الحد من تغير المناخ، ويمكن لشجرة واحدة امتصاص حوالي 150 كغ من ثاني أكسيد الكربون سنوياً، كما تساهم الأشجار حول المدن في تنقية الهواء من الملوثات والجسيمات الدقيقة التي تضر الجهاز التنفسي، وتوفر الأشجار بعض أنواع الغذاء مثل الفواكه والمكسرات، كما تنظم الأشجار تدفق المياه وتحسن من نوعيتها، وتساعد على تماسك التربة ومنع انجرافها وتقليل العواصف الترابية وتحسين الصحة الجسدية والنفسية.
وأضاف، لذلك فإن استمرار فقدان الغابات من خلال الحرائق أو القطع الجائر له أضرار كبيرة على حياة السكان وصحتهم بشكل مباشر، إذ تعتبر الغابات موطناً لنحو 80% من التنوع البيولوجي، لذلك فإن حرائق الغابات تهدد الكائنات الحية التي تعيش فيها بفقدان موطنها، وتهديدها بالانقراض نتيجة فقدان غذائها.