أجبرت الظروف المعيشية الصعبة التي يعاني منها سكان مدينة ديرالزور، جراء تدهور قيمة الليرة السورية وارتفاع أسعار جميع المواد والسلع التجارية والغذائية، عددا كبيرا من السيدات على البحث عن وسائل جديدة لتأمين بعض الاحتياجات الضرورية والأساسية.
حيث اتجهت عشرات النساء للعمل في تحضير المونة الصيفية من المنزل وذلك عبر نشر عدة إعلانات على وسائل التواصل الاجتماعي، بغرض تأمين أكبر قدر ممكن من الزبائن وتحضير ما يحتاجونه بصورة أفضل من المنتجات الجاهزة والتي تباع بأسعار مرتفعة وجودة منخفضة.
وقالت مراسلة منصة SY24 في مدينة ديرالزور، إن تحضير المونة في المدينة باتت أمراً مهماً للعديد من العائلات، وذلك بسبب سعي السيدات لتوفير أكبر قدر ممكن من الأموال في ظل الأوضاع الاقتصادية السيئة التي يعاني منها الأهالي، عبر تجهيز المونة في المنزل أو عبر البحث عن من يقوم بمثل هذا العمل مقابل مبلغ مادي قليل نسبياً.
وأفادت مراسلتنا بأن تحضير المونة بالطرق التقليدية بات هو الأكثر انتشاراً بسبب استمرار انقطاع التيار الكهربائي عن المدينة وتخوف الأهالي من تعرض مونتهم للتلف على غرار السنوات الماضية، بالرغم من الوعود التي أطلقتها مديرية الكهرباء عن إمكانية تحسن الوصل الكهربائي خلال فترة الشتاء وتقليل ساعات تقنين الطاقة، والتي تصل حالياً لأكثر من 8 ساعات قطع مقابل نصف ساعة وصل بالتزامن مع الارتفاع الكبير في درجات الحرارة.
“أم خالد”، سيدة من سكان حي الحميدية ومقيمة حالياً في حي الجورة، قالت إنها “امتهنت صناعة المونة في المنزل بعد وفاة زوجها قبل عدة سنوات و اضطرارها للعمل مع اثنين من بناتها في هذه المهنة من أجل تأمين مستلزمات الحياة لهم، كونهم غير قادرات على البحث عن فرص عمل أخرى بسبب تدني الأجور وعدم وجود الواسطة”، على حد قولها.
وقالت في حديثها مع مراسلة SY24: “اتفق مع عدد من النساء اللاتي يرغبن في تحضير المونة الشتوية وأقوم بشراء مستلزمات ذلك من أدوات وملح وعبوات زجاجية او بلاستيكية ونبدأ بتحضير المونة داخل المنزل، وأقوم بعدها بإيصالها إلى الزبائن بشكل فوري مقابل مبلغ مالي صغير اتقاضاه على كمية محددة من المواد أو نوع المونة التي قمت بصناعتها وأيضاً بحسب الزبون ومقدار ما يمكن دفعه مقابل الخدمة”.
وأضافت أن “أغلب المونة التي نقوم بصنعها هي البامية المضغوطة داخل عبوات زجاجية، والفاصولياء والفول والبازلاء ورب البندورة ورب الفليفلة وبعض الأطعمة التقليدية مثل الكشك والملوخية، وغيرها من الأطعمة التي عدنا إلى الطريقة التقليدية في تخزينها بسبب استمرار انقطاع التيار الكهربائي عن المدينة”.
وأوضحت “زبائني هم من زوجات التجار الكبار في المدينة ونساء قادة الميليشيات المسلحة وضباط النظام والمسؤولين وغيرهم من أصحاب رؤوس الأموال القادرين على دفع مبالغ مالية مقابل عدم اضطرارهم للعمل بأنفسهم في تحضير المونة، ولهذا فإنني أحاول قدر الإمكان العمل بشكل جيد لاتقاضى مبالغ مالية إضافية منهم وأيضاً أستفيد من بعض النفوذ الذي يملكونه في المدينة”.
ويذكر أن الأهالي في مدينة ديرالزور الخاضعة لسيطرة قوات النظام والميليشيات الإيرانية والمحلية الموالية له، يعانون من ظروف معيشية صعبة جداً، في ظل تدهور قيمة الليرة وغياب فرص العمل الحقيقية وازدياد معدلات البطالة وتدني قيمة الأجور، وغيرها من الأسباب التي زادت من الأعباء المترتبة على السكان في تأمين المستلزمات الضرورية لهم.