تشهد مدن وبلدات جنوب دمشق، واقعاً خدمياً سيئاً للغاية، من جميع النواحي، وسط أزمة اقتصادية غير مسبوقة وتدهور الليرة السورية، وارتفاع الأسعار، لتصبح تلك المناطق أشبه بالمدن المنسية والمحرومة من أبسط مقومات الحياة، من كهرباء ومياه صحية وخدمات طبية.
ورصدت منصة SY24 من خلال شبكة مراسليها الوضع عن قرب وتحدثت مع عدد من الأهالي، الذين أكدوا أن معظم المدن تعاني من انقطاع التيار الكهربائي منذ خمس سنوات، دون أي تحسن ملحوظ ولو بشكل طفيف، ما أثر على أعمالهم وأرزاقهم.
وقال أحد الأهالي: إن البدائل عن الكهرباء سواء الطاقة الشمسية أو الاشتراك بالأمبيرات غير متاحة بسبب ارتفاع تكاليفها، ما جعلها خارج حساباتهم.
وأشار إلى أن سعر لوح الطاقة 9 أمبير 80 دولار يعني تقريبا 900 ألف، وتحتاج بشكل وسطي 3 ألواح بتكلفة مليونين ونصف، ناهيك عن ثمن البطاريات التي تصل إلى أكثر من مليونين أيضاً، وهذا ما عجز عن تأمينه أغلب الأهالي إضافة إلى الضرائب التي تفرضها الحكومة على ألواح الطاقة الشمسية باعتبارها رفاهية!!
كما لاحقت الضرائب والغرامات أصحاب المحالات التجارية الخاصة ببيع الألبان والأجبان التي تحتاج إلى كهرباء دائمة، بسبب اعتمادهم على الطاقة الشمسية.
وذكر المراسل أنه حتى الخيار الثاني أمام المواطنين وهو الاشتراك بالامبيرات غير متوفر بسبب ارتفاع رسوم الاشتراك والتي تزداد مع انخفاض الليرة وارتفاع الدولار حسب أكده الأهالي.
وفي ذات السياق، تعد منطقة “البويضة” القريبة من مدينة “السيدة زينب” جنوب دمشق، بلدة منسية من قبل النظام، ومحرومة من الخدمات سواء الطبية أو الخدمية أو الإغاثية، حسب ما وافانا به مراسلنا.
كما تعاني المنطقة من مخاطر شبكات الصرف الصحي المكشوفة، رغم مطالبة الأهالي بإصلاحها، منذ عدة أشهر حيث تمت الاستجابة بشكل جزئي ومؤقت، دون إكمال صيانة جميع الطرقات.
فيما بقيت الحفر موجودة وعادت مياه الصرف الصحي لتطفو في الطرقات العامة فضلاً عن تراكم النفايات والقمامة بين المنازل والأحياء السكنية، وعدم قيام البلدية بترحيلها والتخلص منها في المكبات المخصصة لها.
هذه الأوضاع المزرية التي يعيشها الأهالي في المنطقة، تسببت بانتشار الحشرات والقوارض والأمراض المعدية، ناهيك عن انتشار الروائح الكريهة في ظل ارتفاع درجات الحرارة وشح المياه، كذلك تعاني بلدة الذيابية أيضاً دون معرفة سبب هذا الإهمال والتقصير في الواقع الخدمي والنظافة رغم أن المنطقة تابعة للسيدة زينب.
وبدوره أفاد مراسلنا في قرية “القاسمية” بالغوطة الشرقية، أن هذه المنطقة أيضاً تعد منسية من قبل حكومة النظام، ولا تتمتع بأي خدمات مثل الكهرباء والمياه والاتصالات، ما دفع عدد كبير من سكانها إلى مغادرتها وبقي أقل من نصف السكان فيها فقط،رغم أنها لا تبعد “مطار دمشق الدولي” أكثر من 8 كم.