زادت حالات العنف الرقمي في الفترة الأخيرة بشكل ملحوظ، مشكلة خطراً يهدد الضحايا عن طريق استفزازهم بمعلومات أو صور خاصة عنهم، تم الحصول عليها بعدة طرق، إذ أتاح الفضاء الإلكتروني مساحة افتراضية غير آمنة، بالنسبة لكثير من الأشخاص ولاسيما النساء والفتيات.
بدورها انطلقت عدة جهات ومنظمات مختصة بمناهضة العنف ضد المرأة بالتصدي لهذا النوع باعتباره واحد من أخطر أنواع العنف الممارس حاليا، عن طريق توعية النساء والفتيات إلى مخاطر الإبحار في الواقع الافتراضي دون الحذر والوعي التام.
مرسلة SY24 التقت “حنين السيد” مسؤولة في مجموعة “كوني حذرة” المختصة بالتوعية الرقمية للحديث عن أهمية الوعي الإلكتروني لتجنب حالات الابتزاز التي تحصل.
أوضحت في حديثها إلينا: إنهن “مجموعة نساء يؤمن أن السلامة الرقمية حق للجميع، ويسعون من خلال عملهم إلى تعزيز المواطنة الرقمية الآمنة على الانترنت، من خلال تقديم المساعدة والنصائح للنساء، وهدفها الأول هو نشر التوعية حول السلامة الرقمية والحد من العنف الرقمي الذي تواجهه النساء عبر الانترنت”.
وعن النصائح التي تقدمها المجموعة تقول السيد “نقدم العديد من النصائح التقنية والتوجيهات في حال التعرض لأي شكل من أشكال العنف الرقمي، إضافة لتقديم جلسات توعية (الأونلاين) نستهدف من خلالها النساء الراغبات بحضور الجلسات ضمن المجموعة، وتوفر مساحة آمنة لمناقشة أي استفسار أو سؤال حول السلامة الرقمية من قبل النساء”.
وتضيف أن أهم ما يجب القيام به عند التعرض للابتزاز هو عدم الرد على الشخص المبتز وإغلاق جميع الطرق التي يمكنه أن يتواصل من خلالها مع الضحية، بالإضافة لعدم الاستجابة لطلباته من دفع أموال أو غير ذلك وعدم حذف المحتوى الذي يتم الابتزاز به أو رسائل التهديد لأنها تعتبر دليل يمكن أن يساعد الضحية في تخطي حالة الابتزاز”.
ونصحت جميع النساء اللواتي تعرضن لأي نوع من العنف الالكتروني، عدم التردد بطلب المساعدة من الأشخاص المختصين وأن لا تكون الضحية بمفردها بل يمكنها أن تطلب الدعم النفسي من شخص موثوق، واخيراً إغلاق جميع حساباتها وأجهزتها حتى لايتمكن المبتز من التواصل معها”.
تختلف الأسباب في زيادة ظاهرة انتشار الابتزاز الإلكتروني حسب ما ذكرته” السيد” باختلاف البيئة، فيما يبقى السبب الرئيسي هو عدم وجود قوانين رادعة يمكنها أن تساعد في الحد من العنف الرقمي، كما أن ازدياد نسبة وجود الناس على الانترنت عزز من هذا الأمر، فضلاً عن زيادة نسبة البطالة بين الشباب وقضاء ساعات طويلة على مواقع التواصل الاجتماعي،كما وساعدت الفروقات الجندرية التي فرضت على النساء أن تبقى ضمن دائرة العنف القائم على النوع الاجتماعي الذي امتد إلى فضاء الانترنت.
إذ يعد العنف الرقمي أحد أكثر أنواع العنف انتهاكًا لحقوق الإنسان، ولاسيما المرأة، باعتبارها أكثر عرضة لهذا النوع، وله آثار سلبية خطيرة على صحتها النفسية والاجتماعية حسب ما أكدته الأبحاث والدراسات بهذا الخصوص.
ويأخذ العنف الرقمي أشكالاً عدة منها الاستغلال المادي أو الجنسي، والابتزاز، والتحرش، و التشويه، و انتحال الشخصية، والتشهير، والتنمر وغيرها من الأشكال الأخرى، وكلها تدور في فلك العنف ضد المرأة، إذ تتعرض كثير من النساء، في حياتهن اليومية، لأشكال مختلفة من العنف، تؤثر بشكل على حياتهن الشخصية والعملية.