أعرب عدد من سكان السويداء عن قلقهم من ظاهرة أطفال الشوارع وتورطهم في عمليات سرقة، مطالبين الجهات المختصة والجمعيات الخيرية التحرك لمعالجة هذه الظاهرة.
جاء ذلك عقب وقوع عدة عمليات سرقة أبطالها أطفال مشردون في الشوارع يتظاهرون ببيع “العلكة”، ويُقدمون على تنفيذ عمليات سرقة تستهدف بالأخص الهواتف النقالة “الموبايل”.
وتحدث عدد من أبناء السويداء عن جريمة سرقة ارتكبها أحد الأطفال بائعي العلكة بحق امرأة عجوز سرق الطفل جوالها، الأمر الذي أثار قلق وسخط كثيرين في آن واحد.
وأوضحت المصادر المتطابقة أن الولد قرع باب السيدة العجوز بحجة أنه جائع ويريد رغيف خبز، وعندما دخلت لإحضار الطعام له غافلها وسرق جوالها ولاذ بالفرار، لافتة إلى أن السيدة العجوز لا حول لها ولا قوة وأن الجوال هو الوسيلة الوحيدة للتواصل مع أبنائها البعيدين عنها.
وتوالت ردود الفعل المستنكرة لهذه الظاهرة، في حين نبّه البعض الآخر إلى أن الحادثة ليست الأولى من نوعها.
وأفاد أحد أبناء السويداء قائلاً “ربما هو نفس الطفل الذي سرق جوالي اقتحم بيتي وأنا نائم وسرقه”، مبيناً أن الطفل هو من مجموعة مشردة يتظاهرون ببيع العلكة وغيرها واستدرار عطف الناس عليهم، وفق تعبيره.
واستنكر كثيرون غياب أي دور للجمعيات الخيرية غير القادرة على رعايتهم أو أي دور للجهات الأمنية التي لا تحرك ساكنا اتجاههم، إضافة إلى غياب أي دور للأهل عن الاهتمام بأطفالهم.
وأعربوا عن اعتقادهم بأن بعض الأهالي ربما يدفعون بأطفالهم إلى هذه الأعمال المشينة، وفق وصفهم، مضيفين أن البنية التحتية للسرقة والفلتان موجودة من قبل، فالمجتمع مفكك والجهات مختصة تراقب عن بعد وتغض النظر.
وحذّروا من أن الحال أصبح مأساوياً ولا حل يلوح بالأفق لهذه المعضلة التي تنخر مفاصل المجتمع وتضيع الطفولة في الشوارع وتهيئ لهم تربة خصبة للانحلال الخلقي والتشرد، ونستبشر بهم عصابات ستعيث فسادا كما تفعل العصابات المجرمة من سرقة وخطف وقتل ونصب واحتيال، وفق وصفهم.
الجدير ذكره، وتتصدر الأزمات الاقتصادية والمعيشية والأمنية واجهة الأحداث الحياتية في مناطق النظام السوري، إضافة إلى الكثير من الظواهر الاجتماعية السلبية التي تلقي بظلالها على حياة القاطنين في تلك المناطق.