أكدت السلطات الأمنية اللبنانية تعرض عدد من السوريين للخطف مقابل المال، وذلك على يد عصابات تتمكن من استدراجهم إلى الحدود مع سوريا عبر حسابات على منصات التواصل الاجتماعي.
وأوضحت مديرية الأمن اللبناني في بيان، أنه تعرض في الآونة الأخيرة العديد من السوريين المقيمين على الأراضي اللبنانية لعمليات خطف على الحدود السورية اللبنانية، بحيث يطالب الخاطفون بالحصول على فدية مالية من ذويهم مقابل تحريرهم، بالإضافة الى تعرضهم للضرب والتعذيب، ومنهم من لقي حتفه على يدهم.
ولفت البيان إلى أنه وبنتيجة المتابعة تبيّن أن أفراد شبكات الخطف المذكورة يستدرجون ضحاياهم من السوريين الى الحدود اللبنانية السورية بعدة طرق منها على سبيل المثال: عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي وبخاصة تطبيق “تيك توك”، عن طريق إنشاء حسابات وهمية تستخدم في عمليات الاستدراج، التي يتم خلالها إيهامهم بإمكانية تزويدهم بتأشيرات دخول الى دول الاتحاد الأوروبي، ويُطلب منهم التوجه الى الحدود اللبنانية السورية لختم جوازات السفر، وبوصولهم الى منطقة البقاع يتم خطفهم ونقلهم الى الداخل السوري، وطلب فدية مالية من ذويهم مقابل تحريرهم.
كما يتم استدراج الضحايا من خلال عمليات التهريب عبر المعابر غير الشرعية من والى الداخل اللبناني، بحيث يقوم أفراد شبكة الخطف بإيهام ضحاياهم بإمكانية تأمين عملية تهريبهم بطريقة غير شرعية مقابل مبلغ مالي، وعند وصولهم الى الحدود اللبنانية السورية يقومون بابتزازهم وخطفهم وطلب فدية مالية من ذويهم مقابل تحريرهم وعدم تعرضهم للأذية.
وحذّرت مديرية الأمن اللبناني السوريين المقيمين على الأراضي اللبنانية، من مغبة الوقوع ضحية استدراجهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي – تطبيق “تيك توك”.
وفي حزيران/يونيو الماضي، وثق مركز وصول لحقوق الإنسان، وقوع عدد من جرائم الاختطاف وتجارة البشر بعد ترحيل اللاجئين السوريين قسرًا من لبنان، وسط المخاوف من تصاعد وتيرة هذه الانتهاكات.
ولفت التقرير إلى أن اللاجئين السوريين في لبنان يعانون من ظاهرة انتشار جرائم الاختطاف مقابل فدية، مبيناً أنه رصد عدة حالات تعرّض فيها الضحايا، ومن ضمنهم نساء وأطفال، لأعمال تعذيب وإساءة معاملة خلال احتجازهم وحرمانهم من حريتهم على يد الجهات الخاطفة.
وأكد المحامي اللبناني محمد صبلوح لمنصة SY24، إن “هذه الظاهرة لا تشمل السوريين فقط، بل تطال حتى اللبنانيين، والسبب يعود إلى الأزمة الاقتصادية والتداعيات على لبنان، ما أدى إلى تردي الواقع الأمني وانتشار حوادث الخطف على الطرقات مقابل الفدية، وللأسف في معظم الحالات لا يتم اعتقال الخاطف”، محذرا أن لبنان على حافة الانهيار في حال لم تتم معالجة هشاشة الوضع الأمني وغيرها من المشاكل”.
يذكر أن لبنان تؤوي ما يقارب من مليون لاجئ سوري حسب إحصائيات غير رسمية، بينما تقول السلطات اللبنانية إن عددهم يصل إلى 1.5 مليون لاجئ سوري.