أعلنت إدارة مستشفى هجين العام في ريف ديرالزور الشرقي عن عودة الخدمات إلى عيادته الخارجية وبعض الأقسام الأخرى التي توقفت خلال الأشهر الماضية، بسبب توقف الدعم المادي واللوجيستي المقدم لها من بعض المنظمات الطبية الدولية والدول المانحة، الأمر الذي أدى حينها إلى تدني مستوى الخدمات الطبية المقدمة للمواطنين وانخفاض جودتها.
عودة العمل في العيادات الخارجية وبعض أقسام مشفى هجين، جاءت عقب قيام منظمة “أكشن فور هيومانيتي” البريطانية بإعادة الدعم إلى المشفى بشكل رسمي، وذلك بعد توقف استمر لعدة أشهر لم تفصح المنظمة حينها عن أسبابه، غير أنه تسبب في تراجع أعداد المستفيدين من الخدمات لعدم توفر العلاج والدواء بشكل كافي.
مراسل منصة SY24 ذكر أن إدارة المشفى العام في مدينة هجين أكدت أن العيادات الخارجية التي تشمل كلاً من عيادة الأطفال والداخلية والنسائية عادت للعمل بشكل رسمي، وتستقبل المراجعين والمرضى أثناء فترات الدوام الرسمي من الساعة الثامنة صباحاً وحتى الرابعة عصراً.
وأوضح المراسل نقلاً عن مصدر طبي، أن المنظمة أكدت استمرارها بتقديم الدعم للمشفى خلال السنة الجارية مع احتمال تمديد الدعم في مطلع العام المقبل، وذلك بسبب حاجة سكان المنطقة إلى الخدمات الطبية المجانية في ظل ارتفاع تكاليف العلاج لدى المشافي والعيادات الخاصة و الزيادة الكبيرة في أسعار الدواء الذي تزامن مع تدني المستوى المعيشي لأبناء المنطقة.
“مها الحسين”، من أهالي مدينة ديرالزور ونازحة في هجين منذ 7 سنوات، أشارت إلى “الصعوبة البالغة التي واجهت معظم سكان المنطقة بسبب توقف المشفى العام عن تقديم بعض الخدمات الى المواطنين بسبب قلة الدعم، ما اضطر عدد كبير من الأهالي إلى مراجعة المشافي الخاصة أو السفر إلى بلدة أبو حمام المجاورة للعلاج في المشفى العام بها، وهو ما خلق أزمة كبيرة لدى إدارتها والأهالي على حدٍ سواء”.
وقالت “الحسين” في حديثها مع SY24: إن “استمرار الدعم لمشفى هجين العام هو مطلب موحد لدى جميع الأهالي لأنه الوحيد الذي يخدم سكان المنطقة التي تعاني ظروفاً اقتصادية تمنع الأهالي من مراجعة العيادات الخاصة ذات التكاليف الباهظة، والتي تصل في بعض الأحيان إلى 25 ألف ليرة مقابل المعاينة ناهيك عن تكاليف العلاج والدواء وعدم توافرها بشكل مستمر”.
وأضافت “كنا نضطر للذهاب إلى بلدة أبو حمام فقط لمراجعة العيادة النسائية أو عيادة الأطفال ونتحمل تكاليف المواصلات وصعوبتها وغيرها من المشاق، ولكن مع عودة العيادات الخارجية في مشفى هجين العام فإن مراجعة تلك العيادات بات أمراً سهلاً ونستطيع الذهاب إلى هناك متى شئنا وبالمجان”.
والجدير بالذكر أن مجلس دير الزور المدني التابع لـ “الإدارة الذاتية”، الجهة المدنية التي تدير مناطق شمال شرق سوريا، قامت بافتتاح مشفى هجين العام في منتصف السنة الماضية، وذلك عقب أعمال ترميم استمرت لعام كامل، بعد أن دُمرت البنية التحتية له عقب المعارك التي شهدتها المنطقة بين التحالف الدولي و”قوات سوريا الديمقراطية” من جهة وتنظيم داعش من جهة أخرى، حيث يقدم المستشفى خدماته بالمجان إلى أكثر من 300 ألف نسمة في مدينة هجين والقرى والبلدات المحيطة بها.