إخلاء المنازل والسيطرة عليها بالقوة في جنوب دمشق، باتت واحدة من أكبر الأزمات التي يعاني منها المواطنون مؤخراً، حيث تم تبليغ عائلتين تسكنان على أطراف مدينة “السيدة زينب”، بإخلاء المنازل بالسرعة القصوى وتسليمها خلال يومين فقط من تاريخ الإنذار.
وفي التفاصيل التي اطلع عليها المراسل، أكد أن أصحاب المنازل تلقوا إنذاراً صباح يوم أمس، بالمغادرة دون أي مقاومة وتسليم المنازل إلى القيادة مباشرة، ليتم تحويلهم إلى نقاط للحراسة بسبب قربهم من أحد المقرات العسكرية المتمركز في المنطقة منذ خمس سنوات.
وقال مراسلنا: إن “العائلتين اللتين تسكنان المنازل من الطبقة الفقيرة جداً ويعانون من وضع معيشي متردي، وفي حال تم طردهم من أماكن سكنهم، فإنه لا يوجد مكان يلجؤون إليه، حتى أنهم لا يملكون الأثاث لنقله، إلا الحاجات الضرورية فقط، وأغلب الأحيان لا يملكون قوت يومهم، لذا طلبوا مهلة لتأمين مكان آخر للسكن، ولكن لم يتم الاستجابة لهم من قبل القيادة.
إذ تمت السيطرة على المنازل بأوامر مباشرة من قبل ميليشيا “حزب الله” العراقي المتمركزة في المنطقة، وتحاول الاستيلاء على منازل المدنيين بقوة السلاح والترهيب، فيما تلجأ الميلشيات الأخرى وسط دمشق إلى شراء المنازل عن الضغط على أصحابها بواسطة طريق سماسرة وتجار يحاول شرائها بشتى الطرق.
ومنذ فترة تم شراء منزلين بالقرب من مقام” السيدة رقية” بدمشق القديمة في الفترة الماضية، بأوامر مباشرة من ميليشيا “الحرس الثوري” الإيراني، وعن طريق عناصر “حزب الله” اللبناني.
وأشار المراسل، أنه دفع مبلغ مالي يقدر بنحو مليار 700 مليون ليرة سورية، من قبل حزب الله وبدأت مباشرة عمليات التغيير والترميم داخل المنزلين، وتجهيزهما كفنادق وأماكن لاستراحة الحجاج الشيعة قبل التوجه للمقام والأضرحة الموجودة في العاصمة دمشق، والتي يقصدونها من جميع الجنسيات سواء اللبنانية والعراقية والأفغانية والباكستانية والإيرانية تحت رعاية وحماية النظام.
وأكد المراسل أن قيمة المنازل أكثر بكثير من المبالغ المدفوعة إلا أن الضغط والتهديد الممارس من قبل الميليشيات، دفع أصحابها إلى التنازل عنها وبيعها تحت الضغط والإكراه، إذ تم قبل يومين افتتاح المنازل بحضور عدد من قيادات الحزب والحرس الثوري وضباط من النظام السوري.
إذ بدأت معالم خطة النظام بإحداث تغييرات ديموغرافية في تركيبة السكان السوريين، تتضح بشكل جلي في العاصمة دمشق وضواحيها والغوطة الشرقية ومناطق متفرقة من القلمون الغربي والشرقي، بعد تهجير السكان الأصليين، وأهالي تلك المناطق إلى داخل وخارج البلاد في حرب شنها النظام السوري على المدنيين، استمرت حوالي عقد من الزمن، جلب خلاله المرتزقة وعائلاتهم من ميليشيات أجنبية وعربية، من عدة جنسيات أبرزها الإيرانيين والأفغان والعراقيين واللبنانيين، استقروا في المناطق كميليشيات مسلحة كان لها الدور الأكبر في مساندة النظام وبقائه إلى اليوم.